نظرت إليه طويلا فجعل ينظر إلي بثبات ولا مبالاة، ثم صحت: أرأيت؟
فأجاب بهدوء: إني أرى ما يمكن رؤيته!
فهتفت بحنق: ولكني فقدت كل شيء. - كلا، كل شيء يمكن إصلاحه، ونحن قادرون على كل شيء.
فصرخت بجنون: لا يصدق أن ما يحدث هنا مما ترضى عنه الثورة! - إنها حماية الثورة، وهي أهم على أي حال من الأخطاء المحدودة، ونحن نبادر إلى إصلاح ما ينبغي إصلاحه منها، وسوف تذهبين وقد اكتسبت قيمة جديدة هي صداقتنا.
أفحمت في بكاء عصبي طويل عجزت تماما عن مقاومته، فتصبر هو هادئا حتى سكت ثم قال: ستذهبين الآن إلى أحد معاوني، وسيعرض عليك مشروع صداقة لا يقدر بثمن.
وصمت لحظات ثم استطرد: نصيحتي لك ألا ترفضيه، إنه فرصة العمر! •••
أصبحت زينب مرشدة. عرضت عليها امتيازات. تقرر أن يكون إسماعيل رهينة حتى بعد الإفراج عنه، طولبت بالسرية المطلقة، أفهموها أنها تعمل لحساب قوة قادرة على كل شيء. - وعندما رجعت إلى بيتي وخلوت إلى نفسي هالني ما خسرته، خسارة حقا لا تعوض بأي ثمن، ولأول مرة في حياتي وجدتني أحتقر نفسي حتى الموت.
قلت معزيا: ولكن ...
فقاطعتني: إياك وأن تدافع عني، إن الدفاع عن الهوان من ضمن الهوان.
ثم بحدة: وجعلت أردد بإصرار، إني جاسوسة وعاهرة! وعلى تلك الحال قابلت إسماعيل. - طبعا أخفيت عنه أسرارك؟ - أجل. - لقد أخطأت يا عزيزتي. - كان عملي السري أخطر من أن أفشيه لأي إنسان. - أعني المسألة الأخرى؟ - منعني الخوف والخجل، والأمل أيضا، توهمت بعد أن أصلح الخطأ بالجراحة أنني يمكن أن أطمح إلى السعادة مرة أخرى. - ولكن ذلك لم يحصل، حتى الآن؟
نامعلوم صفحہ