الكوفة انتهت إليه قرأتهم؛ لأنه روى عن يحيى وعن الكسائي، وعن سليم، وروى عن أهل مكة من طريق ابن عقيل، وعن أهل البصرة من طريق أبي زيد، وعن أهل المدينة من طريق الْمُسَيَّبِيّ، وعن أهل الشام من طريق هشام واقتدى به الأكابر على ما نبين، وتوفي سنة إحدى وعشرون ومائتين.
ومنهم عيسى بن عمر الهمداني صحب طَلْحَة زمانًا وأصل عربية أهل الكوفة من لسانه وقرأتهم من بيانه توفى سنة مائة وخمسين فهذا بعض ما انتهى إلينا من فضائل القرآن الذي في كتابنا وهم تسع وأربعون رجلًا من الحجاز، والشام، والعراقيين، ومن تابعهم من البلدان غير اختياري دون فضائل رواتهم وشيوخهم ولو استقصينا ما انتهى إلينا ونحفظه من علم فضائل القرآن والمقربين في جميع الأعصار لانقضت الدهور ولم ينته ولكن نبهنا عليه ليطلب وذكرنا بعض ما حضرنا ليرغب فيه إذ العمر متناهٍ والراغب قليل والآخر شر ولم يزل الناس يختصرون هذا العلم حتى قل مريده وضعف طالبه فنسأل اللَّه العصمة من الزلل في القول والعمل.
* * *
1 / 87