رأيت أعلم من الكسائي بالقرآن تلمذ له الأكابر سيأتي ذلك في موضعه إن شاء اللَّه ﷿، ومن أصحابه ممن اقتدى به أبو عبيد القاسم بن سلام قاضي طرسهواز أزهد الناس وأورعهم وأعلمهم جمع اللغة والنحو والفقه والحديث والقرآن لو لم يكن له إلا غريب الحديث لم يسبق إليه، وهو الذي جمع السبعة أول من جمعها وانظر في كتاب الأموال والإيمان له تعرف فضله، وقيل: أعلم الناس أربعة: ابن عباس والشعبي وابن معز وابن سلام، وقيل: ما رأينا تلميذًا أعلم من الأستاذ غير أبو عبيد، وقيل: من أراد علم كتاب اللَّه فلينظره في غريب القرآن لأبي عبيد، ومن أراد علم سنة رسول اللَّه ﷺ فلينظره في غريب الحديث لأبي عبيد، ومن أراد صفة الخيل فلينظر غريب المصنف لأبي عبيد، روي أنه ورد رسولًا على الدمشق الرومي فقال: وددت أن يكون هذا منا وأنفق جميع أموال الروم، وفي حكاية عجيب هذا منهم، وقال المكتفي: إن من إعجاز رسول اللَّه ﷺ كون أبي عبيد من هذه الأمة وغير هذا كثير توفي سنة أربع وعشرين ومائتين.
ومنهم محمد بن عيسى بن زرين التيمي الرَّازِيّ الأصبهاني ولد بالرّي ونشأ
1 / 84