للمأمون والأمين جميعًا حوى الأدب وأبوابه، وأخذ النحو، وأطرافه، وروى أنه ناظر سيبويه، وقطع نفطويه، وسأله محمد يومًا، فقال له: ما تقول في سجود سهو سهو فقال: لا يجب، قال: لم؟ قال: لأن التصغير لا يصغر، وقال هارون الرشيد للكسائي: لما دخلا مكة لا يمتلك اليوم أشرف مقام يغبطك به من ذلك، فأقامه إمامًا بمكة قال ورآه هارون يومًا قائمًا أراد أن يلبس النعل فابتدره الأمين والمأمون ليقدما إليه النعل، فقال هارون: أي الناس أعز اليوم، فقالوا: أمير المؤمنين، فقال: بل الكسائي الذي يخدمه الأمين والمأمون وكان هارون يعظمه ويقدمه، طاف البلدان فجمع علم القراءة وصحت الإعراب وقطع البوادي، فجمع اللغة والعربية رآه يونس فقدمه، وسأله عيسى بن عمر الثقفي يومًا، فقال كيف تقرأ؟ (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا)، فقال: يرتع ويلعب، فقال: ولم لم تشر إلى كسرة العين فقال: هو من رتعت لأمر رعيت وقال: صدقت وهابه الْيَزِيدِيّ
1 / 82