له تنظر في أمر اللبن ففعل كيلا يقع في القضاء وما قولك فيمن اجتمع الناس على أن الفقهاء عيال لأبي حنيفة في الفقه، قال يوما ليوسف السمني، أي بني إذا دخلت البصرة فلا تقل هذا فقه أبو حنيفة ولا تنفي فقههم؟ بل قل في مسألة الجواب كذا ودل عليه من غير ذكرى ففعل ذلك فساد وكان من فراسته أن أبا يوسف مرض يومًا، فقيل توفى أبو يوسف، فقال: لا فوجد كما قال: قيل له: من أين علمت هذا؟ قال: لأنه خدم العلم فما لم يجتني ثمرته لا يموت فاجتنى ثمرته بأن ولي القضاء وتوفي وله سبع مائة ركاب ذهبًا، فكان كما قال أبو حنيفة.
ومنهم الإمام أحمد بن حنبل ضرب على القول بخلق القرآن، فلم يفعل وحبس عليه فلم يفعل فانتهت السُّنَّة في زمانه إليه وصار قدوة لمن بعده حتى رجع صاحب ذلك الوقت عن مذهبه واندرست أعلام الاعتزال لقوله، وأهلك بشر وابن أبي داؤاد وجهم بدعائه وكان مستجاب الدعوة قيل: إنه نزل عنده رجل من المحدثين فجعل له الماء في الخلاء، فلما أصبح وجد الماء على حاله، قال: طالب سنة رسول الله ﷺ وحافظ كتاب الله لا يقوم الليل، فاعتذر الرجل بالأعياء فبكا أحمد، وقال: أين القيامة واللَّه لعقبة الصراط أشد، وغير هذا من الفضائل حذفناه لئلا يطول الكتاب.
ومنهم المقدم في عصره الواحد في وقته أبو عمارة حَمْزَة بن حبيب الزَّيَّات لا يكاد فضائله تحصى، قال الْأَعْمَش: إن أردتم أعلم مني بالقرآن فبهذا الشاب، وكان إذا حضر قال الْأَعْمَش: هذا أعلمكم بكتاب اللَّه، قال: طَلْحَة انتهت الفرائض والقراءات بالكوفة إلى حَمْزَة، قال أبو إسحاق السبيعي: كاد حَمْزَة أن يكون ملكا، قال حَمْزَة: واللَّه ما
1 / 80