قتل الحسين ﵁، وتوفى سنة ثمان وأربعين ومائة عاش ثمانية وثمانين سنة رحمة اللَّه عليه يدرس كتاب اللَّه ويروي سنة رسول اللَّه ﷺ.
ومنهم طَلْحَة بن مصرف الأيامي كان صاصب قراءة ترتيل وتفهيم مشغولًا بالتعليم والتعلم، قرأ على أصحاب عبد الله وغيرهم، كان عالِمًا بالعربية ووجوهها ومقدمًا على الْأَعْمَش قيل له يوما يا أبا الفياض: إذا وقعت حادثة ما تصنع؟ قال: ارجع إلى كتاب اللَّه وسنة رسوله، قيل له: فما تقول في الرأي قال: هو أبعد من علم اللَّه وأقرب إلى الشيطان، قيل له: أرى قومًا يأخذون به، قال: أخبرهم عني أني منهم بعيد وهم مني بعداء ألا أن يقيسوا فرعًا على أصل من كتاب الله أو سنة رسول اللَّه ﷺ بدليل ظاهر لا برأي توفي سنة ست وأربعين ومائة.
ومنهم أبو حنيفة النعمان بن ثابت الإمام وناهيك به في وضع مقدمات السؤالات وتفريع الإجابات كان فتى في جواره أبدًا إذا شرب يقول:
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ... ليوم كريهه وسداد ثغر
فأخذه صاحب الشرطة ليلة فافتقده أبو حنيفة رحمة اللَّه عليه فقيل أخذه صاحب الشرطة فمضى وأخرجه من الحبس وقال: يا فتى وهل أضعناك فروته إلى هذا الموضع، وقيل: لما دخل ولد حماد إلى المكتب فعلمه المعلم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فلما رجع إلى أبيه قال له: ما تعلمت اليوم؟ قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فأنفذ إلى المعلم خمس مائة درهم، فقال المعلم: ما صنعت حتى أنفذ إليَّ هذا وحضره واعتذر إليه، فقال: يا هذا أتستحقر ما علمت ولدي واللَّه لو كان معنا أكثر من ذلك لدفعناه تعطفا للقرآن، وروى أنه صلى أربعين سنة الصبح بوضوء العشاء، فلما توفي قال ابن جادلة يا أبة أين تلك الدعامة التي كنت أراها كل ليلة في السطح، وقال: أي بني ذاك أبو حنيفة وليس بدعامة وراوده المنصور على القضاء حتى ضربه بالسوط فأبى أن يفعل فقيل
1 / 79