u u ) أو الأنابيست
Anapaest (مقطعان غير منبورين يتلوهما مقطع منبور ). وإذا رصدنا التركيب الإيقاعي للأبيات الثلاثة خرجنا بما يلي:
معنى هذا أن استخدم شيكسبير لتفعيلات من بحور أخرى (وهو ما يوازي الزحاف لدينا في العربية) لم يؤثر على عدد المقاطع المنبورة في كل بيت، وهي أربعة في كل سطر، رغم تفاوت عدد المقاطع في كل بيت واختلاف جرسه وإيقاعه العام؛ أي أنه كما ذكرت يقترب في هذا من طريقة الإيقاع النبري
Stress rhythm
الذي أحياه ت. س. إليوت عن الإنجليزية القديمة. وشيكسبير يستخدم هذا بحذق شديد؛ فهو يجعل مارسيلوس يعمد بعد إجابة الإسكافي إلى تنويع آخر على نفس البحر مضيفا مقطعا إلى المقاطع العشرة ومستخدما تفعيلة من بحر الأنابيست ( ):
مع الإبقاء على عدد المقاطع المنبورة الأربعة، وذلك قبل أن يعود إلى صورة بحر الأيامب المنتظمة في البيت التالي له:
وقبل أن يزيد تفعيلة كاملة في البيت التالي له بحيث يصبح البحر سكندريا؛ أي يتكون من ست تفعيلات (ومقطع زائد أيضا):
وأخيرا يعود إلى البحر الثلاثي المزاحف:
وإن كان بعض النقاد يميلون إلى اعتباره رباعيا حذف منه آخر مقطع غير منبور؛ أي أنه يجب أن يعتبر هكذا:
والواقع أنني لم أكن أريد الإفاضة في التحليل العروضي لهذه الأبيات، وإنما دفعني إليها افتقار المكتبة العربية إلى ما يشرح الفروق بين النظم الإنجليزي والنظم العربي، وهي فروق لا مناص من الإحاطة بها لمن يتصدى لترجمة الشعر. والغاية التي أسعى إليها هي باختصار إيضاح مدى الحرية التي يتمتع بها الشاعر المسرحي الإنجليزي والتي من المحال أن تتحقق في العربية؛ إذ إن شيكسبير هنا كاتب مسرحي في المقام الأول، وهو يتوسل بضروب منوعة من النظم للاتكاء على معان خاصة بالموقف الدرامي ولا يمكن إبرازها إلا عن طريق التغيير المتواصل للبحور والإيقاعات الداخلية من خلال الزحاف والعلل. ويكفي أن ينظر القارئ إلى السطور الافتتاحية للمسرحية (التي يقولها الضابط فلافيوس) ليدرك مرماي. فالسطر الأول يتكون من خمس تفعيلات تتضمن ستة مقاطع منبورة، والعبارة الثالثة التي تبدأ في منتصف السطر الثاني لا تنتهي إلا في السطر الخامس، وتتفاوت في السطور عدد المقاطع المنبورة تفاوتا كبيرا!
نامعلوم صفحہ