جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات

مارون عبود d. 1381 AH
92

جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات

جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات

اصناف

فأجابت: مع الحكومة. وكأنها شعرت باستيائي وظنتني شيئا، فقالت بتلطف: ماذا ضروا القبر يا شيخ، كان العليق آكله عندما اشتروا.

قلت: بارك الله فيك. فتمتمت: وفيك يا أخي. فسري عني قليلا؛ لأنها صغرتني، وشعرت أنها ردت إلي شبابي مثلما كان، وطابت نفسي وأردت العبث فقلت: إياكم وزراعة البطاطة، فالمرحوم كان يبغضها لكثرة ما أكل منها في بلاد الإنكليز.

فنظرت إلي مشدوهة ثم قالت: مليح، لا نزرع بطاطة. قلت: ولا الفجل ولا الرشاد، فهو يعير الإنكليز أنهم أرادوا أن يسقوه القهوة، ويطعموه معها الفجل والرشاد.

فقهقهت وقالت: يا تقبرها أكلة، الحق معه، من يشرب القهوة ويأكل معها الفجل والرشاد!

قلت: الإنكليز، كما يقول هذا المقبور هنا.

فاقتربت صوبي وقالت لي: بحياتك يا ابني تقول لي أيش كان دينه، وأيش كان يحب.

وحملقت بي تتوقع الجواب، فقلت لها: النساء فقط، هن دينه ومعبوده.

فصفقت بكفيها وعلى فخذيها وقالت: يه، يه، يه، يا صباح الشوم.

قلت: نحن عند المساء يا ست، لا تقولي يا صباح الشوم.

فأجابت بتواضع: ستك العضرا يا عيوني، هذه كلمة تقال.

نامعلوم صفحہ