جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
اصناف
فإذا ما اللوز ألقى
زهره فوق الهشيم
لم يقل هذا حقير
وأنا الملك العظيم «قلنا - أي العقاد - إنه لا يقول ولكنه يفعل»، قلت أنا: ليس هذا ما عناه الشاعر، وكان على الناقد أن يكون أرحب صدرا وأبعد نظرا ليفهم ما يقصد.
إن أكثر من ينتقدون جبران كهذا الفاضل، وجلهم من تبابيع أدبه، يتمنون أن يشبهوا به وإن أعجبوا بمثل هذا النقد الزيف، ولكن عارفي قدره يرون أن عناصره في الأدب الحديث حية لا تموت، ولا يرون من يدانيه أو يقاربه من هؤلاء المقلدين، وأنه سيظل نسيج وحده، وكأنما هذه العبارة كتبت لتقال فيه وفي أشباهه من نوابغ العالم الأفذاذ.
وبعد، فإن كان لي كلمة أقولها في مجلة أخي شكر الله، فهي أنه يغالي كثيرا في تقديم كتابنا إلى قرائه، وينتقي لهم أضخم الألقاب وأفخمها، لا أنكر أن بعضهم جنوا بها وقد يضربون ولا يلبون إن لم يبرزها لهم، ولكن ما علينا لو عودناهم، فالأديب الكبير حقا لا يغر بمثل هذه المضحكات، فليته يكتفي بأسمائهم فقط، وليت أدباءنا الكبار يتشبهون بسيدات البيوت الخطيرة، أما تركن التزين بأساور الذهب لخادماتهن ووصيفاتهن!
وأخيرا لا أكتمه أن تقريظه البرازيل المصورة بقوله: «تشمل على أروع المقالات وأبدع الشعر، وألطف المستظرفات» يثير ظنوني، ويشككني فيما يغدق من ألقاب.
لا تصدق يا أستاذ مسرة، فزملاؤك يمزحون، والحق هو ما قلته أنا فيها، فإن كنت قرأت، فاعمل على تهذيبها وتجميلها إن كنت تطلب لها خاطبين.
أما مجلة العصبة التي رأيت وجهها الصبيح ولم أضرب لها كف موعد، فهي لسان حال «العصبة الأندلسية» أخت رابطة جبران الأدبية، بل بنت تلك المدرسة الدارسة التي يصح فيها قول دعبل في آل البيت:
مدارس آيات خلت من تلاوة
نامعلوم صفحہ