جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
اصناف
في الحي لا يدرون ما تضع
ثم كان الوداع الحار: بوس، وشد أيدي حتى حسبتنا نتصارع، وأخيرا هونها الله فمرت تلك الساعة بسلام.
ثم أصبحنا والأتان مربوطة أمام البيت تامة الكسوة، حلس فبردعة، ومفرشة تحتها خرج في إحدى عينيه الآلة الكاتبة، وفي الأخرى ما يعادلها من متاع، فالأثقال كالطائفية تتطلب التوازن.
مشت غزالة - اسم الحمارة - وكان العهد بها فارهة؛ لأنها غير عانس، فإذا بها تتلكأ، إن جذبت رسنها وقفت، وإن أرخيته اصطكت ركبتاها، فقلت لبطرس: أيش مصيبة دابتك اليوم؟!
فأجاب: خيسها سقوط الليرة أكثر من خمسين بالمائة، خذ حذرك، ظننته يهزل كعادته فقال: ما لك؟ ما نسينا أيام الحرب.
فسكت وسرت وأنا على يقين من أن الحمارة ساجدة شكرا لله على حملها الخفيف، ولما أسهلنا أخذت تنتق بي، ثم طفقت تنطق من خلف كحمارة الجاحظ، فضحكت وقلت لرفيقي: إنها تكذب بطرس.
فسمعها بطرس وضحك قائلا: يا ليت ...
وبعد سير قليل شرعت تحيد عن الطريق وتمشي في الحقل - والحقل عندنا كما علمت خير من السكة - فتذكرت أتان بلعام الفصيحة، حين قام صباحا وشد عليها وانطلق مع رؤساء موآب، فحمي غضب الله ووقف له ملاك الرب في الطريق، وسيفه مسلول في يده، فمالت الدابة عن الدرب مرارا حتى وقف ملاك الرب في مضيق، فربضت الدابة تحت بلعام، فحمي غضب بلعام كربه من قبل، وضربها بالقضيب، ففتح الرب فمها، وكان حديث بين الأتان وبلعام يدل على أن الحمارة كانت من كبار علماء المنطق وأصحاب البحث العلمي، اقرأ هذا الحوار في سفر العدد (الفصل 22)، وإياك أن تنسى أن الملاك قال لبلعام : لو لم تمل حمارتك من قدامي لكنت قتلتك واستبقيتها.
أما أنا فلم يقع لي شيء من هذا، ولا أذكر من هول تلك الساعة إلا أنني سمعت هاتفا يقول: فلتحي المساواة، ولتعش وزارة النافعة! •••
سبحان من عرى صيفي وجعل خريفي مورقا، كيف أطلعني «أحد المعجبين» على مجلة «البرازيل المصورة»، فزادني قرفا للأدب العربي ما خلا اليسير منه، كانت سياحتي فيها كوجود أحمد فارس الشدياق في مالطة؛ حيث قال: «ومن يكن من العرب ذا غيرة على لغته فلا يطيق أن يسمع الكلام المالطي على فساده.»
نامعلوم صفحہ