جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
اصناف
كان يجلس وحيدا لا يأخذ ولا يعطي، فكأنه صف مستقل عن الصف، وكذلك كان في الخارج، فكأنه لا يعنيه من المدرسة شيء كما يريد أن يعنيها منه شيء؛ ولهذا تركها دون أن يتم دروسه.
كان مستبدا برأيه حتى في التعليم، فإذا سيره الأستاذ على غير هواه تنفس كالهر وتأهب للنزال، لم يكن يهمه من الدروس إلا نظم الشعر، ينظمه في الصف وفي قاعة الدرس، وفي الكنيسة حتى، ورآه المناظر الخوري يوسف الخوري يخربش على ورقة في الكنيسة وقت القداس فقال له: هذا بيت الله!
فأجابه إلياس: وأنا أنظم له ترنيمة ليس فيها ركاكة ترانيم حنا بو صعب.
وبلغت الكلمة أستاذنا الصعبي، وكان يحب إلياس ويراعيه كثيرا فسأله: أية قصيدة تعني من قصائد حنا بك بو صعب؟
فأجابه إلياس: أعني يا خالق الأكوان يا باري الورى.
فقال الخوري: وما الذي لا يعجبك فيها؟
فقال إلياس: إنه يخاطب الله بلغة النحاة فيقول فيها: يا عالما، هل إن حنا ينصرف.
فقال الخوري: هذا حلو، كيف لم يعجبك!
فقال إلياس: لم يعجبني لأن الله وعبيده لا يستعملون مثل هذه اللغة في الابتهال.
وأخيرا سكت الخوري، وكانت دائما الكلمة الأخيرة لتلميذه الطاهر إلياس.
نامعلوم صفحہ