جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
اصناف
قالوا عن الأخطل ضيق عليه دينه، وابن عمتي هذا ضيق عليه ثوبه في دنياه وأدبه، فعسى أن يوسع عليه في آخرته، وعلى ذكر الآخرة أقول: كنت أجده لما بلغ الثمانين خائفا من الرحلة العتيدة، على قلة الزاد لها، كما كان يقول تواضعا، قلت له مرة: شد حيلك يا بيه ... أنت قادم على كريم، ولسانك طيب، وقلبك تقي، والله لا يحب غير هذين.
كثيرا ما كنا نتفلسف ضاحكين لنخفي الذعر، وكنت أشجعه كلما التقينا حتى قلت له مرة: تتذكر هذا البيت؟
كلما قلت متى ميعادنا
ضحكت هند وقالت: بعد غد
فأجاب: وكيف! أتظنني خرفت؟ هذا لعمر.
فقلت له: هذا لسان حال الدنيا معك، لا تخف.
فضحك ضحكته المعهودة، وكنا كلما التقينا بعد ذلك يقول لي: كيف حال هند من صوبك؟
وأجيبه: ما زالت تضحك وتقول بعد غد.
وتطيب نفسه ويقول: سبحان مقسم الأرزاق! الذي لم يوافق عمر وافقنا نحن.
خليل مطران
نامعلوم صفحہ