جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
اصناف
فقلت: أما وقعت على غيري.
فأجاب: إن الطيور على أشكالها تقع، إن سيري معك أستر لي، مجنون أنا حتى أنتقي غيرك خريتا.
فصحت: يا ويلاه، أما وجدت غير كلمة خريت يا أبا عثمان؟!
فضحك وقال: لكل مقام مقال.
وبلغنا بوابة مدينة الأونسكو فرأى الأعلام منصوبة على الركائز فعدها، وقال وهو يقهقه: أم أربع وأربعين، وما دخلنا قاعة المحاضرات حتى سمعته يقول: كأنها دارة جلجل.
فقلت: أتراها صالحة لإحدى اللذات الأربع المنقوصة، فأجاب: لو كان فيها ماء.
وشاع الاستغراب والرعب في وجوه النظارة والهيئات حين دخولنا ظنونا من عالم آخر، أما المحاضر فكان يتحدث بحرارة عن السلام والمحبة، وأفاض في الكلام فمال علي الجاحظ، وقال: دعنا من سحر الكلام، فهو ألهية لا غير.
ودق جرس التلفون فانقطع الحلم، كان المتكلم الأستاذ بهيج عثمان يطلب مقالا للأونسكو، فقلت له: الليلة يكون عندك، ولكنني كتبت موضوعا آخر يطابق مقتضى الحال. (7) أبو عثمان وأبو علي
هذا رغيف عتيق جدا، من كعب الجراب، بالغ من العمر سبعة عشر ربيعا، العمر كله إن شاء الله، وهذا غير بعيد ما دام الأدب عندنا عنوان بؤس، وحسبك برهانا على هذا كلمتنا المرددة من أيام ابن المعتز: أدركته حرفة الأدب.
سبحان مقسم الحظوظ! فبينما نرى العراق يدعو رجال الفكر في أقطار المسكونة ليحتفل بذكرى أبي علي ابن سينا إذا بإيران تدعيه، وكذلك تركيا.
نامعلوم صفحہ