جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات

مارون عبود d. 1381 AH
112

جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات

جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات

اصناف

فأنسته حلاوة أبي نواس مرارة بشار، فاستزاد من الخمرة المعتقة حتى كرع ثلاثا أخطليات وقال: إن شرابك المفلفل لخليق بذاك الظريف الديوث.

فقلت له: لقد أجدت يا أستاذ العرب وسيد الأدباء.

قال: وبماذا؟

قلت: بقولك في أبياته هذه بلسان أحدهم وهو جزار: هذا شعر لو نقر لطن.

قال: حزرت، وماذا يهجس في صدر الزجاجة.

وجاءت الجارية لترفع الطبق، فصوب الجاحظ نظره فيها وصعده فقلت له: لا تخف إن عدت إلينا مرة أخرى، فهي ليست سندية فتقول «الجاحد» أو «الحلقي» بالباب، فبدهني بقوله: ولكنها تقول المسيو جاهز، أو المستر هدكي.

وأدركت حقارتي إزاءه فتوقيته، ورفعت الحديث وقلت: ما أدري كيف أغفلك أبو الفرج الأصفهاني ولم يترجم لك.

قال: لأنه مثلكم يعنى بالشعراء، ويبخس الكتاب أشياءهم.

قلت: الحق معك يا أستاذنا الأعظم، إن العرب ليباهون بك ، وما هذا الإنسان، وإن أنا ذكرتك دونهم فلأنني أتدارسك مع تلاميذي فأنت أحد الثلاثين «الخالدين» في منهاج البكالوريا اللبنانية.

وردد كلمة بكالوريا حتى استقام له لفظها وسألني: ما البكالوريا؟ فخبرته فاستضحك وأثنى ثم قال: وهل سألوهم عني؟ قلت: نعم، وكنت ميمون الطالع عليهم يا أبا عثمان.

نامعلوم صفحہ