جوہر شفاف
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
اصناف
وعن عمر أنه سأل المطلب بن أبي وداعة هل تدري أين كان موضعه الأول قال: نعم فأراه موضعه اليوم {وعهدنا إلى إبراهيم} واستعمل أي أمر صاحبهما وأوصيناهما {أن طهرا بيتي} من الأوثان والأنجاس وطواف الجنب والحائض والخبائث كلها {للطائفين} حوله وهم النزاع إليه من آفاق الأرض {والعاكفين} أي: المقيمين فيه وهم سكان الحرم أو الذين عكفوا عنده أي أقاموا لا يبرحون {والركع} جمع راكع {السجود} جمع ساجد مثل فاعل وقعود ويجوز أن يريد بالعاكفين القائمين في الصلاة كما قال للطائفين والركع السجود، والمعنى للطائفين والمصلين لأن القيام والركوع والسجود هيئات المصلي.
وروى ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((ينزل الله على هذا البيت في كل يوم مائة وعشرون رحمة ستون للطائفين وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين وفي الخبر استكثروا من الطواف عند البيت فإنه من يفعل شيء تجدوه في صحفكم يوم القيمة،وأغبط عمل تجدوه)) ولهذا يستحب الطواف ابتداء من غير حج ولا عمرة، وفي الخبر من طاف أسبوعا حافيا حاسرا كان له كعثور رقبة ومن طاف أسبوعا في المطر غفر له ما سلف من ذنوبه ويقال أن الله عز وجل إذا أذنبا العبد في الموقف غفر له ذلك الذنب لكل من أصابه في ذلك الموقف، وفي حديث مسند أعظم الناس ذنبا من وقف لمعرفة فظن أن الله لم يغفر له.
وقال: مجاهد وغيره من العلماء: أن الحجاج إذا قدموا مكة تلقتهم الملائكة فسلموا على ركبان الإبل وصافحوا ركبان الحمر واعتنقوا المشاة اعتناقا ويروى عن علي بن الموفق قال حججت ستة فلما كانت ليلة عرفة بت بمنى في مسجد الحيف فرأيت المنام كأن ملكين قد نزلا من السماء لهما ثياب خضر فنادى أحدهما صاحبه يا عبد الله فقال: الأخر لبيك يا عبد الله قال أتدري كم حج بيت ربنا في هذه السنة قال لا أدري قال حج بيت ربنا ستمائة ألف فتدري كم قبل منهم قال لا قال.
صفحہ 105