ومن يسقي وقهوته شراب ... ومن يدعو الضيوف ولا طعام وبالجملة: فإن المرء ما بين هاج ومادح، ومنتصر وقادح.
على أنني لم أخل من حاسد ومن ... ... عدو ولكني له باسط العذر
... وهذه بنات فكر عاجز، وبنيات ذهن بينه وبين المعاني حاجز، قد ترهبت إما من الكساد فلبست من المدار مسحا، أو من الوجل فجاءت تمشي على استحياء صفحا، وقد أطاع القول على هذا العذر المنصوص، وأبث كؤوس المعاني إلا أن ترقص بما فيها رقص القلوص.
سقوني وقالوا لا تغن ولو سقوا ... ... جبال حنين ما سقوني لغنت
ومن وقف على تحقيق هذا الكلام أنشد في تصديق هذه الدعوة إذا قالت حذام وإن كنت فيما أعاينه أتعوض عن الجوهر بالخرز، وأكتفي عن المعاني الجليلة بما هو سداد من عوزه، لكنني ممن يعرف الدر ولا يملكه، وينقل التبر وإن لم يسبكه. ولقد جاء بعناية الله تعالى ونظرته السعيدة نزهة للنظر، هذا وإن السعادة كما يقال لتلحظ الحجر.
فكأنهم من حسن رقة لفظه ... ذكرى حبيب فاق كل حبيب
ما شيق إلا صريع عنده ... ... ولشعره يشتاق كل لبيب
فليكفني كتابا بسببه ذكره الشريف يؤرخ، وكافور القرطاس بغالية أوصفه في معناه، ويضمخ.
ما تنسج الأيدي يبيد وإنما ... يبقى لنا ما تنسخ الأقلام
... فقد سارت شفاه الليالي بقاياه وأخلف بواسق النخيل وادياه، وعلى رفيقي خزامى بادية العربية في غضاضة دولة الإسلام، وإقبالهم على الوردة الفارسية في حدائق الكلام، مآرب تغذي الروح، وتهز العطف المروح، أفدتها من المستجن بطيبة طيبا، فشدت بها أيكة النطق على متن اللسان رطيبا.
صفحہ 12