... سل عنه، وانطق به، وانظر إليه تجده ملء المسامع والأفواه والمقل، أكرم به من قاض تشرفت بأحكامه الشريفة مصر المحروسة، وما والاها، واستوفى المستحق بها من ذمة الزمان ديونه إذ تولاها، فلله أنداد نعمه، ومداد قلمه إذ لم يشكل أمر إلا أزاله برؤوس أنامل إبهامه، ورد الضالة بحسن تدبيره إلى أهلها، وزودهم بالكرامة إنعامه، وكيف لا؟ وهو القائل فيه بعض واصفيه:
هنيئا لمصر إذ حوت قاضيا حوى ... ... كمالا على تفضيله انعقد النص
فلو ملئت كتب النحاة بنعته ... ... لما جاز أن يجري على نعته النقص
... فهو الغني عن الإطناب بالألقاب، والمستغني بأوصافه الحسان عن ترجمان البيان، المحظوظ، الملحوظ بعنايته المعيد المبدي، مولانا شعبان أفندي، لا زال الصدر المعالي بمكانه في انشراح، وفوائد وقلائد معاليه في أبهى وشاح، ولا برح الزمان ينفذ ما صدر من قضائه، وحكمه، والله تعالى يزيده بسطة في علمه، وجسمه، مصيبا به الأغراض في مرام المرام، محسنا مطابقته في النقض والإبرام. فإنه أعز الله تعالى ذاته وأطال، وأطاب حياته، لا جملة من إخباره إلا ولها محل من الإعراب عن المقصد الجليل، ولا ضمير إلا هو في اعتقادي على النحو القديم، والرأي الجميل. وما ألطف ما قال:
فلا زال ميمون اليمين بهمة ... تعلمنا بالفعل كيف نقول
هذا، ولما كان من لازم من تمسك بأهداب الآداب اطلاع مواليهم على محاسن ما يستطاب، ولا زالت السنة طارئة، والعادة جارية بإهداء النفائس إلى النفيس من المرؤوس إلى الرئيس.
وأحسن ما يهدى إلى المرء ماله ... إليه ارتياح وهو ذكر الحبائب
الإهداء:
صفحہ 10