جواہر الحسان فی تفسیر القرآن
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
اصناف
و " ما " مصدرية في الموضعين، والصلاح في قوله: { فالصلحت } هو الصلاح في الدين، و { قنتت }: معناه: مطيعات لأزواجهن، أو لله في أزواجهن، { حفظت للغيب }: معناه: لكل ما غاب عن علم زوجها مما استرعيته، وروى أبو هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" خير النساء امرأة، إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في مالك ونفسها "
، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية.
وقوله: { بما حفظ الله }: «ما»: مصدرية، تقديره: بحفظ الله، ويصح أن تكون بمعنى «الذي» ويكون العائد في «حفظ» ضمير نصب، أي: بالذي حفظه الله، ويكون المعنى: إما حفظ الله ورعايته التي لا يتم أمر دونها، وإما أوامره ونواهيه للنساء، فكأنها حفظه، بمعنى أن النساء يحفظن بإزاء ذلك وبقدره.
وقوله تعالى: { والتي تخافون نشوزهن... } الآية: النشوز: أن تتعوج المرأة، ويرتفع خلقها، وتستعلي على زوجها.
{ واهجروهن في المضاجع }: قال ابن عباس: يضاجعها، ويوليها ظهره، ولا يجامعها، وقال مجاهد: جنبوا مضاجعتهن ، وقال ابن جبير: هي هجرة الكلام، أي: لا تكلموهن، وأعرضوا عنهن، فيقدر حذف، تقديره: واهجروهن في سبب المضاجع، حتى يراجعنها.
* م *: قوله: { في المضاجع } ، ذكر أبو البقاء فيه وجهين:
الأول: أن «في» على بابها من الظرفية، أي: اهجروهن في مواضع الاضطجاع، أي: اتركوا مضاجعتهن دون ترك مكالمتهن.
الثاني: أنها بمعنى السبب، أي: اهجروهن بسبب المضاجع؛ كما تقول: في هذه الجناية عقوبة. انتهى، وكونها للظرفية أظهر، والله أعلم.
والضرب في هذه الآية: هو ضرب الأدب غير المبرح، وهو الذي لا يكسر عظما، ولا يشين جارحة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
نامعلوم صفحہ