358

جواہر الحسان فی تفسیر القرآن

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

اصناف

و " ما " مصدرية في الموضعين، والصلاح في قوله: { فالصلحت } هو الصلاح في الدين، و { قنتت }: معناه: مطيعات لأزواجهن، أو لله في أزواجهن، { حفظت للغيب }: معناه: لكل ما غاب عن علم زوجها مما استرعيته، وروى أبو هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

" خير النساء امرأة، إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في مالك ونفسها "

، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية.

وقوله: { بما حفظ الله }: «ما»: مصدرية، تقديره: بحفظ الله، ويصح أن تكون بمعنى «الذي» ويكون العائد في «حفظ» ضمير نصب، أي: بالذي حفظه الله، ويكون المعنى: إما حفظ الله ورعايته التي لا يتم أمر دونها، وإما أوامره ونواهيه للنساء، فكأنها حفظه، بمعنى أن النساء يحفظن بإزاء ذلك وبقدره.

وقوله تعالى: { والتي تخافون نشوزهن... } الآية: النشوز: أن تتعوج المرأة، ويرتفع خلقها، وتستعلي على زوجها.

{ واهجروهن في المضاجع }: قال ابن عباس: يضاجعها، ويوليها ظهره، ولا يجامعها، وقال مجاهد: جنبوا مضاجعتهن ، وقال ابن جبير: هي هجرة الكلام، أي: لا تكلموهن، وأعرضوا عنهن، فيقدر حذف، تقديره: واهجروهن في سبب المضاجع، حتى يراجعنها.

* م *: قوله: { في المضاجع } ، ذكر أبو البقاء فيه وجهين:

الأول: أن «في» على بابها من الظرفية، أي: اهجروهن في مواضع الاضطجاع، أي: اتركوا مضاجعتهن دون ترك مكالمتهن.

الثاني: أنها بمعنى السبب، أي: اهجروهن بسبب المضاجع؛ كما تقول: في هذه الجناية عقوبة. انتهى، وكونها للظرفية أظهر، والله أعلم.

والضرب في هذه الآية: هو ضرب الأدب غير المبرح، وهو الذي لا يكسر عظما، ولا يشين جارحة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

نامعلوم صفحہ