مثل ذلك: مثل خلخال من ذهب أو فضة كسر؛ فصير خلخالا أوسع منه قدرا؛ فكان قد بدلت خلقته، وغيرت صيغته، ونقلت حالته من حال إلى حال، ومن مثال إلى مثال؛ فبدل تصويره وأصل فضته ثابت لم يبدل ولم يغير، وإنما غير منها خلقها وتقديرها، وصورتها وتمثيلها، والأصل ثابت قائم، موجود من العدم سالم.
وكذلك تبديل ما يبدل من الحديد؛ فيكون أولا سيفا، ثم يرد خنجرا، ثم يجعل الخنجر سكينا، ثم تنقل السكين فتجعل أو تادا وسككا، وهو ينقل من حال إلى حال وهو الحديد الأول لم يتغير ولم يبدل، وإنما التغيير منه تصاويره وتقاديره، ونقل أحواله ومقاديره، فهو الحديد الثابت يجعل مرة سيفا كما ذكرنا، (ويقلب ثانية صنفا من الصنوف التي ذكرنا، فهو) (1) وإن تغيرت أحواله واختلفت مجعولاته فهي الحديدة المعروفة، الأولة الأصلية المفهومة.
وكذلك ما ذكر رب العالمين؛ في تبديل السموات والأرضين؛ فهو نقله لهما من حالة في التصوير إلى حالة، ومن صفة في التقدير إلى صفة، وهن في أصلهن اللواتي كن، لم يبدل أصلهن ولم يحل، ولم ينقل عما كان ولم يزل، فافهم ما أجبناك به فيما عنه سألت، وفسرناه لك فيما شرحت وقلت.
[تكفير أهل القبلة]
وسألت (وفقك الله)(2) فقلت من أين يلزم أهل القبلة الكفر وقد سماهم الله مسلمين ومؤمنين؟
الجواب في ذلك يطول ويكثر، وسنجيبك عليه إنشاء الله بجواب مختصر، نجمل لك فيه المعنى، ونوقفك على الإستواء، حتى تفهم في ذلك مرادك، ويبين لك إن شاء الله جوابك، بأصل جامع لهذه الأشياء، لا يدفعه إن شاء الله أحد من العلماء.
صفحہ 728