فالروح تنزل على القلب ، ثم تتصل القوة باللسان ، ومكانه الوجه ، ويصدر عنه الأمر والنهي، بالنطق ، فبالامر تتكون المكونات ، وبالنطق تتم المقولات ، مع الأخبار ، ما كان ويكون ، و القوة المتصلة بالقلب مثلها مثل نار الكلمة المتحدة بالأمر إلى ينبوع الحياة ، فاذا انزلت الروح على القلب بالاول الفعال اتصلت بوجهه ، فنطق بالقول كن فكان ، ماشاء الباري سبحانه ، وأشرق الوجه الأولى ، وقام بالأمر، فبدا الكون ، ثم ترنب الوجه الثاني ، ونطق بالامر الملقي اليه من الأول ، فكان ما دون ذلك ، فصارت كلمة كن مبنية من حرفين ، فالكاف متصلة بالعلوم ، وهي تحد للوجه الأول ، والنون منحطة إلى أسفل بادية عن الأول ، وهو الكاف ، المكمل والمبلغ إلى افضل الأحوال ، فان قال قائل : لم وصف بالقدرة ؟ فيقال لاخراجه الأشياء من العدم إلى الوجود ، فان قال قائل : لم قيل له صانع ؟ فيقال : لوضعه الصورة في الهيولى ، وان قال قائل : ما العقل الفعال ؟ فيقال : اول مبدع ابداعه الباري سبحانه وتعالى ، وهو جوهر بسیط نوراني فيه صورة
صفحہ 208