أشراقة واحدة ، ودفعة واحدة بلا زمان ، وترتبت الأفلاك ، و لحظتها وأكسبتها من أنوارها ، زينة ، وهي الكواكب فكانت مرتبة في مواضعها، مستقرة في أماكنها ناطقة بألسنة فصيحة ، وأدوات صحيحة ، وأقسام مستقيمة ونسبة فاضلة ، بالتوحيد المبدعها ، و التسبيح و التقديس لخالقها ، وهي عالم الأفلاك العالية ، وما فيها من العوالم الروحانية ، وهي أول الفيض ، ورأس الأمر ، ثم كانت اللحظة الثانية فضعفت عن اللحاق بالقوة الأولى ، وترتب الوجه الثاني ، وهو القمر ، وان فلات القمر في مركز هيكون وجهه ، و النفس الكلي في مركزه، وقد دبر ما تحته ، سلم اليه الوجه الأول التدبير ما دونه ، وأمده منه بالفيض و الجود ، فلذللك صار بأخذ ويعطي ،، ويفرغ، ومتليء، والاول قا بذاته ، ممتلئة من أنواره، مستقیما في مسير حياة العالم بأسره ، و مداره بالقوة المتصلة ، وهو قطب السعادة العالية ، وله المثل الأعلى في السموات والأرض ، ومنزلته كمنزلة الجامع للحواس الفاضلة ، وأن الأمر والنهي عتزلة القلب ، و ما بنحط اليه من الحواس الروحانية ، كما قال الله عز وجل :
صفحہ 207