جامع صحیح
الجامع الصحيح مسند الربيع موافق للمطبوع
اصناف
وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من مائها وهو طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قال أبو طلحة: إن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها لصدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ، ذلك مال رائح يروح بصاحبه إلى الجنة، وقد سمعت ما قلت وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين». قال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
354) ... أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم الصدقة المنيحة الصفي، تروح بإناء وتغدوا بآخر».
قال الربيع: المنيحة الشاة، والصفي الغزيرة اللبن (¬1).
355) ... أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال: قال أبو طلحة لأم سليم: قد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع، هل عندك من شيء؟ قالت: نعم، فأخرجت أقراصا من شعير، ثم أخذت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ودسته تحت يدي وردتني ببعض، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أنس: فذهبت فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في المسجد ومعه الناس فوقفت فقال: «أرسلك أبو طلحة؟» فقلت: نعم، فقال: «أبطعام؟» فقلت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: «قوموا»، قال أنس: فانطلقنا (¬2) حتى جئنا أبا
صفحہ 90