جامع المسائل

ابن تيمية d. 728 AH
95

جامع المسائل

جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة السادسة

تحقیق کنندہ

د. محمد رشاد سالم

ناشر

دار العطاء

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٢٢هـ

اشاعت کا سال

٢٠٠١م

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

فصل يتَعَلَّق بالشكر الْمُجبرَة والقدرية والملاحدة لَا يحْمَدُونَ الله وَلَا يشكرونه اعْلَم أَن أهل الْبدع الْقَدَرِيَّة من الْجَهْمِية الْمُجبرَة والقدرية النافية لَا يحْمَدُونَ الله وَلَا يشكرونه كَمَا أَنهم لَا يعبدونه وَأما أهل الْإِلْحَاد من المتفلسفة والباطنية فهم أبعد عَن حَمده وشكره مقَالَة الْمُجبرَة وَذَلِكَ أَن الْمُجبرَة حَقِيقَة قَوْلهم أَنه لَيْسَ برحيم وَلَا منعم بل وَلَا إِلَه يسْتَحق أَن يعبد وَيُحب بل صُدُور الْإِحْسَان عَنهُ كصدور الْإِسَاءَة وَإِنَّمَا هُوَ يفعل بمحض مَشِيئَة ترجح الشَّيْء على مثله لَا لمرجح وكل الممكنات عِنْدهم متماثلة فَلَا فرق بَين أَن يُرِيد رَحْمَة الْخلق ونفعهم وَالْإِحْسَان إِلَيْهِم أَو يُرِيد فسادهم وهلاكهم وضرارهم يَقُولُونَ هَذَا كُله عِنْده سَوَاء وَمَعْلُوم أَن الإنعام إِنَّمَا يكون إنعاما إِذا قصد بِهِ الْمُنعم نفع الْمُنعم عَلَيْهِ دون إضراره وَأما إِذا قصد الْأَمريْنِ فَهَذَا لَيْسَ جعله منمعما مصلحا بِأولى من جعله معتديا مُفْسِدا كمن بِيَدِهِ سيف يضْرب بِهِ صديق الْإِنْسَان تَارَة وعدوه أُخْرَى أَو مَعَه دَرَاهِم يقوى بهَا تَارَة ويقويه بهَا تَارَة فَهَذَا لَيْسَ كَونه محسنا إِلَيْهِ بِأولى من كَونه ضارا لَهُ ومحسنا إِلَى عدوه مقَالَة الْقَدَرِيَّة النافية وَأما النافية فعندهم أَن هَذَا كُله وَاجِب عَلَيْهِ الْبَيَان وَخلق الْقُدْرَة وإزاحة الْعِلَل وَالْجَزَاء وَمن فعل الْوَاجِب الَّذِي يسْتَحقّهُ غَيره عَلَيْهِ لم يسْتَحق الشُّكْر الْمُطلق

1 / 103