جامع البيان في تفسير القرآن

الطبری d. 310 AH
112

جامع البيان في تفسير القرآن

جامع البيان في تفسير القرآن

[البقرة: 33] قال أما ما بدوا فقولهم { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء }. وأما ما كتموا فقول بعضهم لبعض: نحن خير منه وأعلم. حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه عن الربيع بن أنس في قوله: { إني جاعل في الأرض خليفة } الآية. قال: إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء، وخلق الجن يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة. قال: فكفر قوم من الجن، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم، فكانت الدماء، وكان الفساد في الأرض. فمن ثم قالوا: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء }.

.. الآية. وحدثت عن عمار بن الحسن، قال: أخبرنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، بمثله.

ثم عرضهم على الملئكة فقال أنبئوني بأسمآء هؤلاء إن كنتم صدقين

[البقرة: 31] إلى قوله:

إنك أنت العليم الحكيم

[البقرة: 32] قال: وذلك حين قالوا: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدمآء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك } قال: فلما عرفوا أنه جاعل في الأرض خليفة قالوا بينهم: لن يخلق الله خلقا إلا كنا نحن أعلم منه وأكرم فأراد الله أن يخبرهم أنه قد فضل عليهم آدم، وعلم آدم الأسماء كلها، فقال للملائكة:

أنبئوني بأسمآء هؤلاء إن كنتم صدقين

[البقرة: 31] إلى قوله:

وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون

[البقرة: 33] وكان الذي أبدوا حين قالوا { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدمآء } وكان الذي كتموا بينهم قولهم: لن يخلق الله خلقا إلا كنا نحن أعلم منه وأكرم. فعرفوا أن الله فضل عليهم آدم في العلم والكرم. وقال ابن زيد بما: حدثني به يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: لما خلق الله النار ذعرت منها الملائكة ذعرا شديدا، وقالوا: ربنا لم خلقت هذه النار، ولأي شيء خلقتها؟ قال: لمن عصاني من خلقي. قال: ولم يكن لله خلق يومئذ إلا الملائكة والأرض، ليس فيها خلق، إنما خلق آدم بعد ذلك. وقرأ قول الله:

نامعلوم صفحہ