جامع ابو الحسن البسيوی
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
اصناف
فالله أعلم، قد سمى التوراة كلامه، كما ذكر أنه كلم موسى، وذكر أنه أنزل التوراة والإنجيل وأنزل الفرقان، وقد سمى القرآن كلامه؛ لقوله: {حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه}، وسماه نورا، وذكر أنه أنزله في الحكم في ذلك، لا يختلف في ذلك أنه أنزل ذلك على رسله، وهو كلامه.
وقال: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب}، فذلك أن الكلام لا يكون إلا بالوحي كما قال.
ألا ترى أن الوحي كان ينزل إلى النبي ^، بالاتفاق أن القرآن وحي، وقد سماه الله كلامه، وقال الله لنبيه: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}، إلى تمام القصة، فذلك بالوحي كما قال الله تعالى.
مسألة: [في خلق كلام الله]
- وسأل فقال: كلام الله مخلوق أو غير مخلوق؟
قيل له: قد اختلف الناس في ذلك؛ فقال قوم: إن كلام الله مخلوق. /63/
وقال آخرون -وهم أكثر الأمة-: إن كلام الله ليس بمخلوق.
ووقف في ذلك واقفون.
وكلام الله تعالى من صفاته، وصفاته لم تزل له، ولو جاز لقائل أن يقول: إن الله لم يكن متكلما ثم تكلم لجاز لقائل أن يقول: لم يكن الله عالما ثم علم.
فلما فسد هذا القول على قائله، وكان الإجماع أن الله لم يزل الرحمن الرحيم، الحي العالم القادر السميع البصير المتكلم فسد قول من يقول: إن كلام الله مخلوق؛ إذ هو المتكلم كما أنه هو العالم، والكلام صفته، فدل بذلك أن كلامه غير مخلوق.
صفحہ 89