جامع ابو الحسن البسيوی
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
اصناف
قيل لهم: ولا نعرف نحن ما تقولون مما في أيديكم أنه من الله، ولا أن موسى وعيسى أتيا بشيء مما في أيديكم، وإنما عرفنا بمحمد ^ خبر موسى وعيسى، والتوراة والإنجيل، فإن صدقتموه فاتبعوه، وإن أنكرتم ما في كتابكم فنحن لا نعرف ذلك إلا عن /62/ محمد ^، فإن كان صادقا عندكم فعليكم تصديق ذلك، وإن كان كاذبا ولم يصدق عندكم في موسى وعيسى فليس هما نبيين عندنا، وإنما النبيان اللذان أخبر بهما محمد الصادق -صلى الله عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين-، فهم حق وقولهم حق، آمنا بجميعهم وصدقنا بما جاؤوا به عن ربهم.
مسألة: [في كلام الله لموسى - عليه السلام - ]
- وسأل عن: اختلاف الناس في كلام الله لموسى - عليه السلام - ؟
قيل له: إن الناس قد اختلفوا في ذلك؛ فقال قوم: إنه أسمعه نفسه متكلما. وقال آخرون: أسمعه صوتا أفهمه به الكلام. وقال قوم: إنه كلمه بالوحي، وقد قال الله تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}، وذلك حق من الله، وقد كلمه كما قال، كما شاء على ما شاء من ذلك.
ومن حجة الذي قال: إن كلامه له بالوحي منه قول الله: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب}، وهذا خبر غير منسوخ؛ لأن الأخبار لا تنسخ، فيجوز أن يكون كلمه بالوحي منه إليه، وقد سمى الله التوراة نورا، وسماها كلامه، وذلك قوله لنبيه محمد ^ في أهل الكتاب فقال: {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}.
صفحہ 88