جامع ابو الحسن البسيوی

ابو الحسن البسیوی d. 364 AH
126

جامع ابو الحسن البسيوی

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

اصناف

فأما الخالق فلا يشبه فعله بفعل المخلوقين؛ إذ هو لا يشبههم، وليس كمثله شيء، ففعله غير مكتسب، وهو خلق /89/ أحكمه الله وأتقن تدبير أفعال خلقه كلها.

فإن قال: «خصلتان لا ينفع معهما صوم ولا صلاة -فيما روي عن رسول الله ^-: الإشراك بالله، وأن يزعم عبد أن الله أجبره على معصيته».

قيل له: كذلك نقول .

5- باب:

مسألة: في خلق الأفعال

- وسأل فقال: ما معنى قول الله: {أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون}؟

قيل له: الآية على ظاهرها أنه خلقهم وخلق أعمالهم |لهم|، لا خالق غير الله، كما قال: {هل من خالق غير الله}.

فإن قال قائل:{خلقكم وما تعملون} يقول: نحتم من خشب، يقول: خلقكم وخلق الخشب الذي عملتم منه صنما، فسمى الصنم الذي عملوه عملا لهم.

قيل له: فإذا سمى الصنم الذي نحتوه عملا لهم، وقد قال: {خلقكم وما تعملون}، فقد أخبر أنه خلق عملهم ذلك، ونحتهم وحركاتهم للصنم، والمنكر لذلك عليه الدليل، ألا ترى أنه قال: {خلقكم وما تعملون}، فجمع بهذا كل عمل، فمن ذلك قلنا: إن أعمالهم مخلوقة، إذ كان ذلك من قوله.

فإن قال: إنما قال إبراهيم لقومه: {أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون} من الخشب الذي تنحتونه أصناما؟

قيل لهم: إن جاز لكم أن تقولوا: إن قوله: {خلقكم وما تعملون} خاص للأصنام دون ما كانوا يعملون من السيئات لجاز لكم أن تزعموا أنه خاص لتلك الأصنام والخشب الذي خاطب إبراهيم فيها قومه، دون غيرها من الخشب والأصنام.

فإن قال: كل خشب وصنم يكون فهو مخلوق، لقوله: {خلقكم وما تعملون}؟

صفحہ 126