جمال الدين الأفغاني
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
اصناف
الاعتقاد بالألوهية. هو الحل الجذري للشهوة والأهواء، أي الإيمان بأن للعالم صانعا عالما بالظاهر والباطن، قادرا على الخير والشر، يجازي في الحياة الأخروية. ويكبح هذا الاعتقاد والنفس عن الشهوات ويمنعها من العدوان، هاتان العقيدتان، وجود الله والإيمان بالمعاد أفضل طريق لنيل الفضائل.
ويبطل الطبيعيون هاتين العقيدتين من أجل الإباحة والاشتراك فينهدم بناء الإنسانية، وتنهار قواعد المدنية، وتفسد الأخلاق البشرية. قد ينخدع بأقوالهم طلاب التمدن. فالدين، مهما انحطت درجته، أفضل من طريقة الدهريين مهما علت. وقد ألهم الله النفوس بالتحذير من الطبيعيين حفاظا على نظام الكون والنظام الإنساني. فالدين فطري يطرد آراء الطبيعيين، ويخلص النفوس منها، ويحقق سعادة الإنسان.
30
ولا يبين الأفغاني كيف أن الاعتقاد بالألوهية أيضا قد يكون غطاء وستارا يخفي أبشع صور الاستغلال كما حدث في شركات توظيف الأموال وفي كل مظاهر القهر والاستغلال باسم الدين. وواضح تعصب الأفغاني للدين ضد المذهب الطبيعي. فالدين مهما انحط أفضل من المذهب الطبيعي مهما علا وكأن الجاهلية وعبادة الأصنام أفضل من المذهب الطبيعي. والتأليه الطبيعي والأخلاق الطبيعية هي أخلاق الفطرة، وهي من خلق الله،
صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ؟
وينتهي الأفغاني من عرض هذا البديل الديني الأخلاقي بالإعلان عن موقفه الدفاعي في مطلب
إن الدين الإسلامي أعظم الأديان .
31
فهو دين متين قائم على أساس الحكمة، يهدف إلى إسعاد البشر وتدرجهم في العلم والفضيلة. وذلك لا يتحقق إلا بأربعة أمور تتم بها سعادة الأمم هي: (1)
صفاء العقول من كدر الخرافات وصدأ الأوهام نتيجة صفاء التوحيد. فالأفغاني هنا يوحد بين العقل والوحي، بين بداهة العقل وتنزيه الله. وكلاهما يجتمع في النور الفطري. (2)
نامعلوم صفحہ