جمال الدين الأفغاني
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
اصناف
Humanism
فلماذا وضع الدين والدهرية على طرفي نقيض والإنسان يجمعها كما جمع الصوفية بين الله والإنسان في الإنسان الكامل؟ (2)
يقين كل متدين أن أمته أشرف الأمم، وكل مخالف له فهو على باطل مما يدفع إلى التنافس بين الأمم. ولماذا يغفل الأفغاني أن هذا الاعتقاد قد يؤدي إلى التعصب وحروب الأديان، والعنصرية والصهيونية والحروب والمنازعات؟ ولماذا لا يكون النموذج، المساواة بين الأمم والتفضيل بينها في الخيرات
ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ،
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ؟ (3)
الحياة الدنيا ممر للحصول على كمال المعاد في عالم أوسع وأرحب. تدفع إلى التزود بالمعارف بعيدا عن الجهل، والارتقاء في العلم، والتقارب بين الأمم، والترابط بينها بالمحبة وإلا وقع الإنسان في الكذب والنفاق والحيل والخداع والرشوة والاختلاس، واقتصر على الحس والحرص والشره والغدر والاغتيال وهضم الحقوق والجدال والقيام بدور الجلاد.
28
وواضح خلو هذه العقائد الثلاث من الإيمان بالله، بل تكتفي بالإيمان بالإنسان والجماعة والمعاد، وأن العقائد ليس لها صدق في ذاتها بل هي وسيلة لتحقيق الخير للفرد والجماعة وتقدم التاريخ. تعبر عن روح إشراقية وثنائية متطهرة، الصعود إلى أعلى في الخلاص والهبوط إلى أسفل في السقوط.
وهناك أيضا خصال ثلاث تتوارثها الأمم، وتطبع النفوس بطابع الدين، فالأخلاق أساس الدين، والدين يقوم على الأخلاق كما هو الحال في النزعات المثالية. وهذه الخصال، وتعني الفضائل هي: (1)
الحياء. وهو انفعال النفس من إتيان ما يجلب اللائمة والتوبيخ. ويلزم عنه شرف النفس. وكل أمة تفقد الغيرة والإباء تحرم من الترقي. وبه تتم روابط الألفة بين آحاد الأمة. وبدونه تقع في الفحشاء والشهوات البهيمية. وواضح أن هذا التعريف غير جامع مانع، يساوي بين الحياء وشرف النفس والغيرة. ويجعله سببا للترقي، والتقدم له أسباب عديدة. ويربطه باللائمة والتوبيخ معه أنه قد يرتبط برؤية الحسن والجميل. (2)
نامعلوم صفحہ