جمال الدين الأفغاني
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
اصناف
الإباحة والاشتراك، وشيوع المشتهيات ولو اغتصابا وخيانة وكذبا، وارتكاب الشرور والرذائل، وإتيان الدنايا والخبائث مما يؤدي إلى فناء الأمم، وتساوي الجميع في الحظوظ فتدفع النفوس إلى الأخذ بالأسهل والابتعاد عن شاق الأعمال. ومن المبادئ الإنسانية حب الاختصاص والرغبة في الامتياز. ومن ثم تؤدي المادية إلى الركود وعدم التحرك إلى معالي الأمور. (9)
العداوة للنوع الإنساني، وسيادة الماليخوليا على أنصاره، يتخيلون الإصلاح والنجاح وهم مفسدون في الأرض باثون بذور الشقاق بين البشر.
13
وواضح من هذا الوصف لغايات المذهب الطبيعي بعض التسطيح ، وفهم على مستوى العقائد الشائعة والثقافة الشعبية والوعاظ وخطباء المساجد، واللجوء وإلى الأساليب الخطابية والحجج الإحراجية والنقد الأخلاقي نظرا لأثر النظر على العمل وتكرار النقد الأخلاقي العام، مرة إثبات الخصال الثلاث والعقائد الثلاث للمؤلهين ومرة نفيهما عن الطبائعيين، وبيان مزايا الفريق الأول وعيوب الفريق الثاني، وتحويل الأفكار إلى أمراض نفسية كما يفعل وليم جميس بل برجسون وكل الوضعيين، والدفاع عن الرأسمالية والتمايز والاختصاص ضد المساواة، والدفاع عن المنافسة والربح ضد تكافؤ الفرص، وهي سمة الفكر الديني التقليدي.
14
ويتبع النيتشريون في تحقيق غاياتهم عدة مسالك وطرق، أهمها: (1)
الجهر بالمقاصد صراحة في حالة الاطمئنان، واستعمال الرمز والإشارة والكنية والتلويح والتدليس في حالة السطوة وكأنهم فرقة باطنية شيعية صوفية. (2)
العمل على هدم النسق الأخلاقي المسدس عند الأفغاني، كله أو بعضه، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أو إبطال لوازمه وكأن الغاية من المذهب إبطال الأخلاق. (3)
الاكتفاء بأفكار الصانع، وجحد الثواب والعقاب لإفساد باقي العقائد مع أن العقائد الثلاث عند الأفغاني، الإنسان أشرف المخلوقات، الأمة أشرف الأمم، كمال الإنسان نحو المعاد ليس من بينها إثبات وجود الله، وإن كان متضمنا في المعاد. (4)
تزيين الإباحة والاشتراك وتحسينهما وتزيينهما لاستمالة النفوس وهو تكرار للقصد بحيث لا يبدو الفرق واضحا بين الغاية والوسيلة، كما أنه تصور شعبي للاشتراكية وتشويه لها من خلال الإعلام الغربي ونظم الحكم التسلطية الرجعية. (5)
نامعلوم صفحہ