============================================================
جمر من نار وإناء فيه لؤلؤ وقالت له: نترك الإنائين بين يديه، فإن عرف الفرق بينهما ومذ يده إلى اللؤلؤ وحذر من النار فاقتله، وإن لم يفرق بينهما ومد يده إلى النار فلا تقتله. وتشارطا على ذلك، وتركا بين يديه ذلك، فمد يده إلى النار فأخذ منها جمرة وتركها في فيه، وبكى. فقالت: ألم أقل لك إنه لم يفعل ما فعل عن قصد منه فتركه ولم يقتله (56). ورباه الله عز وجل في داره. سبحان من هيأ لسانه وجعل له من كل (مم وغم وضيق فرجا وغرجا. قال عز من قائل: { ..: ومن يتق الله (28/ ب) يجعل له تخرجا. ويرزقه من حيث لا يختسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (سورة الطلاق 3-2/65].
هذا القلب إذا صفا وصح سمع مناداة الحق عز وجل من جهاته الست، يسمع مناداة كل نبي، ورسول، وولي، وصديق، فحينئذ يقرب منه، فتصير حياته القرب منه، وموته البعد عنه، يصير رضاه في مناجاته له، ويقنع بذلك عن كل شيء، لا يبالي بذهاب الدنيا عنه، لا يبالي بالجوع والعطش، العرض وكثر الإغراض.
اصبروا على أحكام الحكيم، وقد انكشف لكم الغطاء عن العلم، قد أمركم الحق عزوجل بالصير فاصبروا. أمر نبيه صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم بالصبر خاصة ولكم عامة، الأمر له هو ولكم / أيضا، قال عز وجل: فاضبر كما [1/29] صبر أولو العزم من الرسل..) (سورة الأحقاف 35/46]. اصبر يا محمد صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم كما صبروا معي في أقضيتي وأقداري عليهم في أهاليهم وأولادهم وأموالهم وأذية الخلق لهم، فقابلوا ذلك بالاحتمال.
ما أقل احتمالكم، ما أرى أحدا منكم يحتمل من صاحبه كلمة، ولا يقيم له عذرا، تعلموا من الرسول أخلاقه وأفعاله، اقتدوا به واتبعوا أثر أقدامه، اصبروا (56) انظر تفسير الخازن وبهامشه تفير النسفي 236/3
صفحہ 43