============================================================
فنسي ملك فرعون ودلاله الذي كان فيه . لبس تبس الرعاة وكان الليل والنهارمع الغم، قعد مع من لا ينطق في البرية القفراء، تعلم الزهد والخلوة عن الخلق؛ فتطهر( قلبه منهم، وانحكم أمره في تلك السنين، ذهب ملك فرعون من قلبه، (1/26]1 وخرجت الدنيا بجميع ما فيها من مره. فليما قضى الأجل الذي كان بينه وبين شعيب عليه اسلام غتق ظاهره من العهد الذي كان عليه، وبقي عهد الله عز وجل وحقه على قلبه وسره، فلما ودعه واخذ زوجته وسار ثلاث فراسخ من مدين ادركه الليل، وكانت زوجته حاملا، فضربها الطلق، وطلبت منه ضوها تستضيء به، فأخذ الزند ليقدح، فلم يخرج منه شيء، وأغتم عليه الليل، واشتد ظلامه فجاءته الحيرة من كل جانب، وضاقت الدنيا برحبها عليه، بقي غريبا وحيدا في طريق لا يعرفه وامرأته ( في ذلك الكرب الذي هي فيه، فوقف على علو (26/ب] من الأرض ينظر يمينا وشمالا ووراء وأمامأ حتى سمع صوتا ورأى نارا من جانب الطور. فقال لزوجته: لسكني فقد رأيت نارا، فلعلي آتيك منها بقبس وأستعلم من اهلها خير الطريق، فلما اتاها نودي. لما قرب منها وأراد أن يأخذ منها شعلة، انقلب الأمر(52)، ذهبت العادة وجاءث الخقيقة، نسي الأهل ومصالحهم، وجاء الى زوجته من اكرمها وهيا امورها، وجاءها بما يصلحها، نودي مناداة مناد، خاطبه مخاطب، كلمه متكلم، وهو الحق عز وجل، بلا واسطة من شاطيء الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجر، صارت الشجرة قبله (54)، قال يا موسى ( إنني (54) قال ابن كثير في البداية والنهاية ص 247 : ولما قصد موسى تلك النار التي رآها فانتهى اليها وجدها تتاجج في شجرة خضراء من العوسج وكل ما لتلك النار في اضطرام، وكل ما لخضرة تلك الشجرة في ازدياد، فوقف متعجباه ابف وانظر تفسير الخازن وبهامشه تفسبر النسفي 403/3.
54) قال ابن كثير: وفكان موسى مستقبلا القبلة والشجرة عن يمينهه . انظر البداية والنهاية ج 247/1.
صفحہ 41