جدید فی حکمت
الجديد في الحكمة
تحقیق کنندہ
حميد مرعيد الكبيسي
ناشر
مطبعة جامعة بغداد
اشاعت کا سال
1403م-1982م
پبلشر کا مقام
بغداد
اصناف
فالانسانية بالاعتبار الأول موجودة في الأعيان ، لأن هذا الإنسان موجود ، | والانسانية ذاتية مقومة لهذه الانسانية ( لوحة 264 ) ، فتكون موجودة أيضا .
وأما الانسانية بالاعتبار الثاني ، وهو لا شيء ، لا وجود لها في الأعيان ، ولا في | الأذهان ، لأن كل واحد من الوجودين : الذهني والخارجي ، لاحق من اللواحق ، | وقد فرضت مجردة عن جميعها ، لكن المجردة عن اللواحق الخارجية فقط هي | موجودة في الذهن . وتشارك الانسانية المكنوفة باللواحق الخارجية ، في مفهوم | الانسانية .
وليست الانسانية الخارجية واحدة بعينها موجودة في كثيرين ، والا لكان | الواحد المعين في الحالة الواحدة تصدق عليه الاشياء المتضادة ، كالأبيض والأسود | والعالم والجاهل . بل انسانية زيد غير انسانية خالد ، ويشتركان في مفهوم | الانسانية .
والمشترك هو الكلي الطبيعي ، والصورة الذهنية ، مثال متساوي النسبة إلى | جزئياتها الخارجية ، ومطابق لكل واحد منها ، وبهذا الاعتبار سميت كلية .
وأما في الخارج فهي معروضة للتشخص أبدا ، فلا تطابق كل واحد من | جزئياتها ، فلا تعرض لها الكلية . فالكلي العقلي والمنطقي لا وجود لهما في | الأعيان . ولا يلزم من كون الانسانية لا تقتضي الوحدة ، أنها تقتضي اللاوحدة ، | وهي الكثرة . فان نقيض اقتضاء الوحدة ، هو لا اقتضاء الوحدة لا اقتضاء | اللاوحدة .
وينبغي أن تعلم أن الطبيعة التي هي في الذهن ، لها أيضا هوية ، إذ هي من | الموجودات ، ولها تخصص بأمور : كحصولها في الذهن ، وعدم الاشارة إليها ، | وكونها لا تقبل الانقسام ، ولا وضع لها ، وليست كليتها باعتبار مطابقتها | لكثيرين فقط ، والا لكانت الجزئيات كذا لمطابقة بعضها بعضا ، ولا لكونها مع ذلك | غير متخصصة . فإنا قد بينا تخصصها بعدة أشياء ، بل بأنها ذات مثالية ، | ليست متأصلة في الوجود ، لتكون ماهية بنفسها أصلية ، بل هي مثال ، ولا كل | | مثال ، بل مثال إدراكي ، لما وقع ، أو سيقع .
صفحہ 220