418

جدید فی حکمت

الجديد في الحكمة

ایڈیٹر

حميد مرعيد الكبيسي

ناشر

مطبعة جامعة بغداد

اشاعت کا سال

1403م-1982م

پبلشر کا مقام

بغداد

ولو فكر الانسان في منافع أعضائه ، ووضعها ، وترتيبها ، وما | فيها من القوى ، وسريان آثارها في البدن ، وحفظ الشخص والنوع | بها ، لرأي من ذلك ما تبهره عجائبه ، وكان يظهر له كونه عاجزا عن | الاحاطة به ، أو الاطلاع على أكثره . وإذا كان عجزه عن حال نفسه | وبدونه هذا العجز ، فكيف لا يعجز عن الاطلاع على جميع عجائب ما في | عالم الكون والفساد ، وعالم الأفلاك ، الذي لا يحيط علما بوجود أكثره ، | فضلا عما فيه من دقائق الحكمة ولطائف العناية .

وقد رأيت أن أذكر جملة من آثار عناية الباريء بمخلوقاته ، ليكون | كالانموذج لباقيها . فمن ذلك حال أعضاء الحيوان ، لا سيما الانسان ، | فإن الباريء جل ثناؤه قدر بلطف حكمته أن جعل العظام دعائم أبدان | الحيوانات وعمدها .

ولما احتاج الحيوان إلى الحركة في وقت دون وقت وأن يتحرك | جزء من بدنه دون جزء ، لم يجعل ما في بدنه عظما واحدا ، بل جعل | فيه عظاما كثيرة مشكلة بالاشكال الموافقة ، كما يراد منها .

ووصل ما يحتاج أن يتحرك في بعض الأحوال معا ، وفي بعضها | فرادي بالربط الثابتة من أحد طرفي العظم المتصلة بالطرف الآخر . | وجعل لأحد طرفي العظمين زوائد ، وفي الآخر نقرا موافقة لدخول هذه | الزوائد فيها . فصار للأعضاء من أجل المفاصل ، أن يتحرك منها بعض | دون بعض ، ومن أجل الربط الواصلة بين العظام أن تتحرك معا بعظم | واحد . وجعل الدماغ عنصر الحس والحركة الارادية ، وأنبت منه | أعصابا تتصل بالأعضاء ، فتعطيها ضروب الحس والحركة .

صفحہ 583