388

جدید فی حکمت

الجديد في الحكمة

تحقیق کنندہ

حميد مرعيد الكبيسي

ناشر

مطبعة جامعة بغداد

اشاعت کا سال

1403م-1982م

پبلشر کا مقام

بغداد

وقد بين أن علمه بذاته هو نفس ذاته ، غير زائد عليها ، وهي | ممكنة محتاجة إلى موجد ، فموجدها يجب أن يكون أكمل منها في العلم | والحياة ، إذ العلم والحياة من الكمالات التي هي غير زائدة على الذات ، | كما علمت . وكذلك الكلام في موجد الموجد ، إلى أن ينتهي إلى الواجب | الذي له الكمال الأعلى ، فيجب أن يكون علمه وحياته أتم وأكمل من كل | علم وحياة في الوجود .

وأنت تعلم من كونه عالما بفعله ، ومن كون علمه فعليا ، مع أنه لا | مكره له على الفعل ، أنه مريد لكل أفعاله ، فإن الكل فائض منه ، غير | مناف لذاته ، حتى يكون كارها له .

فهو إذن راض بفيضانه منه ، وليس من شرط المريد كونه بحيث | يصح ألا يريد ، وهو قادر ، بمعنى أن ما يصدر عنه ، إنما يصدر | بمشيئته ، ولو شاء ألا يفعل لما فعل ، لكن ليس من شرط صدق هذه | القضية صدق قولنا : أنه شاء ألا يفعل وما فعل ، لأن صدق الشرطية لا | يتوقف على صدق مقدمها .

ولأن القادر حال توفر دواعيه على الفعل قادر على الفعل ، لا لأنه | شاء ألا يفعل ولم يفعل ، فإن ذلك لا يصدق ، مع ( صدق ) أنه شاء | وفعل ، بل لأنه بحيث لو شاء ألا يفعل لما فعل .

والواجب لذاته ، وإن استحال في حقه مشيئة ألا يفعل ، لكنه يصدق | عليه أنه لو شاء ألا يفعل لما فعل ، فلا جرم كان قادرا وهو حكيم ، | بمعنى أنه يعلم الأشياء على ما هي عليه ، تصورا وتصديقا . وبمعنى أن | فعله مرتب محكم جامع لكل ما يحتاج إليه من كمال وزينة .

وهو جواد بمعنى أنه أفاض الخير والأنعام ، من غير غرض | وفائدة ترجع إليه . فإنه أفاض الوجود على الممكنات كلها ، كما ينبغي | وعلى ما ينبغي ، بلا غرض ولا منفعة تعود إلى ذاته ، بل لأن ذاته ذات | تفيض منه على الخلق كلهم ، كل ما هو لائق بهم . |

صفحہ 552