280

جدید فی حکمت

الجديد في الحكمة

تحقیق کنندہ

حميد مرعيد الكبيسي

ناشر

مطبعة جامعة بغداد

اشاعت کا سال

1403م-1982م

پبلشر کا مقام

بغداد

والنفس وقوى البدن كل منهما ينفعل عن الآخر ، ولولا ذلك | لما كان بعض الناس أشد غضبا ، ونحوه من الملكات من بعض ، ولما كان | من يتفكر في عظمة الله تعالى وجبروته ينفعل بدنه عن ذلك . والنفس | جوهر واحد ، وله نسبة وقياس إلى جنبتين : جنبة هي تحته ، وجنبة | | هي فوقه . وله بحسب كل جنبة قوة بها تنظم العلاقة بينهما . فهذه | القوة هي التي لها بالقياس إلى الجنبة التي دونها ، وهو البدن | وسياسته .

والقوة النظرية هي : القوة التي لها بالقياس إلى الجنبة التي | فوقها : لتنفعل وتستفيد منه ، وتقبل عنه ، كما يتبين لك ذلك فيما | بعد . ويجب .

ولكون الصورة الوهمية لا تدرك إلا في صورة حسية أو خيالية ، | افتقرت النفس في إدراكها أيضا إلى آلة جسمانية .

ولا يقدم في ذلك كون الهيولي ، لا مقدار لها في حد ذاتها ، مع أن | الجسمية والمقدار ينطبعان فيها ، فإن الهيولي لا تتحصل موجودة إلا | بهما ، فلا توجد إلا ولها وضع ، وذلك بخلاف النفس ، وكل مجرد | فإنه لا يجوز كونها ذات وضع البتة .

ولهذه في إدراك النظريات من المعقولات مراتب أربع : وذلك لأن | الشيء الذي من شأنه أن يقبل شيئا ، قد يكون بالقوة قابلا له . وقد | يكون بالفعل ، والقوة قد تكون قريبة ، وقد تكون بعيدة ، فأول المراتب | هو الاستعداد المطلق الذي لم يخرج إلى الفعل منه شيء ، ولا أيضا | حصل ما به يخرج إلى الفعل ، كقوة الطفل على الكتابة . فإذا كان حال | النفس بالنسبة إلى قبول المعقولات هذه الحال ، سميت بالعقل الهيولاني ، | تشبيها له بالهيولي الأولى ، التي ليست بذات صورة ، وهي | موضوعة لكل صورة .

وثاني هذه المراتب ألا يحصل للشيء إلا ما يمكنه به أن يتوصل | إلى اكتساب الفعل بلا واسطة ، كقوة الصبي الذي ترعرع وعرف القلم | والدواة وبسائط الحروف على أن يكتب . |

صفحہ 440