جدید فی حکمت
الجديد في الحكمة
تحقیق کنندہ
حميد مرعيد الكبيسي
ناشر
مطبعة جامعة بغداد
اشاعت کا سال
1403م-1982م
پبلشر کا مقام
بغداد
اصناف
فإن كل ما يحكم عليه بذلك فله وجود ما ، وإذ ليس في الأعيان فهو في | النفس . ولولا أن بعضها ليس بالانطباع ، لكان علم الباري بذاته | وبالأشياء كلها ، وعلمنا ( به ) وبذواتنا يكون بالانطباع أيضا ، وهذا | مما سيحقق بطلانه في موضعه .
والضابط في الادراك الذي يجب أن يكون بحصول صورة المدرك في | المدرك ، هو أن يكون ادراكا ، غير دائم للذات المدركة ، ما دامت موجودة ، | أن يكون المدرك مع ذلك غائبا عن المدرك ، غير حاضر عنده حضور | المبصرات عند البصر ، وما جرى هذا المجرى .
ودليل ذلك ، هو أنه إذا حصل فينا علم بشيء غائب عنا ، بعد أن لم | يكن ذلك العلم حاصلا لنا ، فإن لم يحصل فينا شيئ ، ولم يزل عنا شيء ، | فسيان حالنا قبل أن نعلم ومعه ، وليس كذا .
ولا جائز أن يزول عنا شيء ، لوجهتين : أحدهما - أنا نعلم بالبديهية | أن العلم المتجدد تحصيل لا إزالة .
وثانيهما - أن الزائل أن كان صورة إدراكية فهي حادثة ، لا محالة ، | ضرورة أن النفس قد كانت في مبدأ فطرتها خالية عن العلوم ، ثم حصلت | لها ، ويعود الكلام في تلك الصورة الادراكية .
ولا بد من الانتهاء إلى إدراك لا يكون عبارة عن زوال صورة إدراكية .
وإن لم يكن الزائل صورة إدراكية ففي قوتنا لا محالة إدراك ما ، | لا نهاية له ، من المدركات : كالأعداد والأشكال الهندسية .
وأنه لا بد ، وأن يكون الزائل عند إدراك كل واحد منها غير الزائل ، | عند إدراك الآخر ، لئلا يتساوى حالنا ، عند الادراك وقبله ، فيكون | ادراكنا لأحدهما ، هو إدراكنا للآخر . |
صفحہ 297