پانی کے بغیر میزیں

ثروت اباظہ d. 1423 AH
16

پانی کے بغیر میزیں

جداول بلا ماء

اصناف

وطبعا أحس توفيق بالسعادة، واعتبر حماه عبيطا ساذجا.

لم يكن غريبا أن يقول توفيق لشريكه متولي: ما رأيك أن نعمل في المقاولات؟ - والله لا بأس، وإنما نحن لا نفهم فيها. - أعرف هذا، وفكرت فيه ووجدت حلا. - ما هو؟ - نشارك خيري الوزان نحن بأموالنا، وهو بأمواله وخبرته. - والله فكرة عظيمة. - قم بنا إليه.

قال متولي لخيري: ما رأيك أن نكون شركاء؟ - والله لا بأس، فإني أرفض كثيرا من العمليات لنقص السيولة المالية. - غريب أن تكشف لنا هذا السر. - ليس في الأمر غرابة، فما دمنا سنصبح شركاء فأنا أحب أن أريكم أنني لا أخفي عنكم أسرار عملي بما فيها نقص السيولة أحيانا.

وقال توفيق: وما تقوله يجعلنا نزداد ثقة بك. - وكيف ستكون قسمة الأرباح؟ - على حسب رأس المال في كل عملية. - أنا صريح نعم، ولكني لست ساذجا.

وقال توفيق ومتولي معا: أستغفر الله. - لماذا جئتما إلي ولم تعملا في المقاولات وحدكما، ما دام المال عندكما؟

وقال متولي: المال وحده لا يكفي. لا بد من الخبرة والمران. - والخبرة والمران لا يشتريهما مال . - طبعا كلانا يعرف ذلك. - إنهما سنوات عمر، وممارسة وحنكة ودربة.

قال متولي: طبعا. وهل في هذا شك؟ - وهذه الخبرة أليس لها ثمن؟ - طبعا. - فكيف تكون قسمة المكاسب متساوية؟

وقال متولي: لك حق. - طبعا لي حق. - فماذا تقدر لنفسك لقاء خبرتك؟ - الخبرة والأمانة اللتان جعلتكما تقصدان إلي، ثمنها لا يقدر بمال. - طبعا. - إذن تكون الأرباح باحتجاز خمسين في المائة مقابل خبرة لي، والباقي يقسم على حسب رأس المال لكل منا.

وهنا صاح توفيق: يا خبر أسود.

وقال خيري: بل أبيض إن شاء الله لا تنزعج، فلولا هذه الخبرة ما تحققت أية مكاسب. - لم نقل شيئا، ولكن خمسين في المائة أمر غير محتمل. - ما الذي تراه محتملا؟ - نقول مثلا عشرين في المائة. - طبعا مستحيل.

نامعلوم صفحہ