وفي هذه السنة أرسل السلطان إلى الأمير مبارك شاه، نائب القدس، بالقبض على محمد بن سليمان القادري، شيخ جبل نابلس، وإلى ابن أيوب، نائب السلط، بالقبض على نصاب أمير عرب البلقاء ونواحيها، فأما ابن أيوب فكان بينه، وبين نصاب مصاهرة، فأرسل إليه، ليحضر نكاح شخص من خاصته ففعل، فقبض عليه في ربيع الأول من السنة، وأما نائب القدس، فأرسل يستمهل، ثم لم يزل يخادع، حتى عمل مهما لختان أولاده، واستدعاه، فقبض عليه في هذا الشهر، فأما نصاب، فإنه مات في السجن حتف أنفه، في شهر رجب من السنة فيما أظن، وأما ابن عبد القادر فاستمر مسجونا في القدس إلى أن أخذ صاحبه منه عشرة آلاف دينار، ثم لم يقنع منه بذلك، فأمر أن يضرب خمسمائة سوط ففعل، فلم يوجد عنده زيادة، على ذلك، فأقدم إلى القاهرة، ثم أمر به إلى إسكندرية، ليسجن بها، كما يأتي.
وفي أواخر جمادى الأولى، أخذ الفرنج مركبين من مراكب مسلمي الروم، من قرب ميناء إسكندرية، بعد أن كان بينهم قتال شديد، ساعة من النهار، بمرأى من أهل إسكندرية، ولم يكن عند نائبها من القوة، والسفن، ما يمدهم به، فلا قوة إلا بالله.
دخول بنت عبد الباسط:
وفي يوم الثلاثاء سابع جمادى الآخرة، نقل جهاز بنت عبد الباسط ابن خليل الدمشقي، زوجة السلطان إلى القلعة. وفي ليلة الخميس ثامنه، بين المغرب والعشاء، طلعت هي في محفة، وفي خدمتها من النساء على حمر المكارية والخدام، الذين يعرفون الآن بالطواشية، السود، والبيض، والمماليك على الخيول المسومة شيء كثير، والغلمان في خلالهم، بالفوانيس، والمشاعل، فأصلح في يوم الخميس هذا من شأنها، ثم بنى السلطان بها ليلة الجمعة تاسعه، فلم يقدر على افتضاضها، واستمرت عنده، ليس له منها إلا التقبيل، حتى أورم شفتها، فيما يقال.
ابن خلف:
صفحہ 123