اتحاف الورى في أخبار أم القرى
اتحاف الورى في أخبار أم القرى
اصناف
وأقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بنخلة أياما، فقال له زيد: كيف تدخل عليهم وهم أخرجوك؟- يعنى قريشا- فقال (صلى الله عليه وسلم): يا زيد إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا، وإن الله ناصر دينه ومظهر نبيه (1).
فلما انتهى النبى (صلى الله عليه وسلم) إلى حراء أرسل رجلا من خزاعة (2) إلى الأخنس بن شريق فقال له: هل أنت مجيرى حتى أبلغ رسالة ربى؟ فقال الأخنس: إن الحليف لا يجير على الصريح. فأتى النبى (صلى الله عليه وسلم) فأخبره قال: تعود؟ قال: نعم. قال: فأت سهيل بن عمرو فقل له إن محمدا يقول لك: هل أنت مجيرى حتى أبلغ رسالات ربى؟ فقال له ذلك، فقال: إن بنى عامر بن لؤى لا يجيرون على بنى كعب بن لؤى. فرجع إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) فأخبره ، قال: تعود؟
قال: نعم. قال: فأت المطعم بن عدى فقل له: إن محمدا يقول لك: هل أنت مجيرى حتى أبلغ رسالات ربى؟ قال: نعم فليدخل.
فرجع إليه وأخبره.
ودعا المطعم بنيه وقومه وقال: البسوا السلاح، وكونوا عند أركان البيت؛ فإنى قد أجرت محمدا. فدخل (صلى الله عليه وسلم) ومعه زيد بن حارثة لثلاث وعشرين ليلة خلت من ذى القعدة حتى دخل المسجد، وانتهى إلى الركن فاستلمه، فقام المطعم بن عدى على راحلته فقال: يا معشر قريش، إنى قد أجرت محمدا فلا يهيجه (3)
صفحہ 313