کتاب الاستغاثہ

ابن تيمية d. 728 AH
157

وأما من قال إنه لا يطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى أو قال إنه لا يسأل بعد موته كما كان يسأل في حياته فهذا قد أصاب فأين هذا من هذا

وأما من قال إنه لا يقسم على الله تعالى بمخلوق ولا يتوسل بميت ولا يسأل بذات مخلوق فإن الصحابة إنما توسلوا بدعائه وشفاعته ولما مات توسلوا بعمه العباس بدعائه وشفاعته ولم يتوسلوا بذاته ولم ينقل عن أحد من السلف أنه توسل إلى الله تعالى بميت في دعائه ولا أقسم به عليه

وهكذا قد قال أبو حنيفة وأبو يوسف وغيرهما إنه لا يجوز أن يقال أسألك بحق الأنبياء وكذلك قال أبو محمد بن عبد السلام إنه لا يقسم عليه بحق الأنبياء وتوقف في نبينا صلى الله عليه وسلم لظنه أن في ذلك خبرا يخصه وليس كذلك فهذا وإن كان مصيبا ففيه نزاع فقد نقل عن بعض العلماء أنه لا يجوز أن يتوسل إلى الله به بعد موته ونقل في منسك الحج الذي نقله المروزي عن الإمام أحمد

وقد تنازع العلماء في القسم به هل ينعقد به اليمين على قولين

أشهرهما أنه لا ينعقد اليمين به وهو مذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحد القولين في مذهب أحمد

صفحہ 476