وأما من قال إنه لا يطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى أو قال إنه لا يسأل بعد موته كما كان يسأل في حياته فهذا قد أصاب فأين هذا من هذا
وأما من قال إنه لا يقسم على الله تعالى بمخلوق ولا يتوسل بميت ولا يسأل بذات مخلوق فإن الصحابة إنما توسلوا بدعائه وشفاعته ولما مات توسلوا بعمه العباس بدعائه وشفاعته ولم يتوسلوا بذاته ولم ينقل عن أحد من السلف أنه توسل إلى الله تعالى بميت في دعائه ولا أقسم به عليه
وهكذا قد قال أبو حنيفة وأبو يوسف وغيرهما إنه لا يجوز أن يقال أسألك بحق الأنبياء وكذلك قال أبو محمد بن عبد السلام إنه لا يقسم عليه بحق الأنبياء وتوقف في نبينا صلى الله عليه وسلم لظنه أن في ذلك خبرا يخصه وليس كذلك فهذا وإن كان مصيبا ففيه نزاع فقد نقل عن بعض العلماء أنه لا يجوز أن يتوسل إلى الله به بعد موته ونقل في منسك الحج الذي نقله المروزي عن الإمام أحمد
وقد تنازع العلماء في القسم به هل ينعقد به اليمين على قولين
أشهرهما أنه لا ينعقد اليمين به وهو مذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحد القولين في مذهب أحمد
صفحہ 476