اسلام فی حبشہ
الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام
اصناف
ثم لا يخفى على المؤرخ المدقق أن عداوة الشعب الحبشي للعرب قديمة العهد، نشأت من وقت أن كان عرب اليمن يخطفون الأحباش من سواحل الحبشة، ويبيعونهم أرقاء في جزيرة العرب وغيرها.
وزادت هذه العداوة بعد عام الفيل، وما جره من الويل على جنود الحبشة، واستعانة العرب بعد ذلك بالفرس على طرد الحبشة من اليمن، بعد أن استعمروها نحو 70 سنة.
فلما دخل العرب المسلمون بعد ذلك إلى الحبشة يدعونهم إلى الإسلام، وجدوا منهم أعداء ألداء.
ثم دار بينهم النضال من القرن الأول الهجري إلى يومنا هذا، مما سنوضحه جليا في هذا الكتاب بمعونة الله تعالى وحسن توفيقه.
علاقة الحبشة بالعرب
ترجع علاقة الحبشة بالعرب إلى عصر عريق في القدم، يبتدئ من وقت أن عرف العرب حاجتهم إلى الرقيق؛ ليرعى إبلهم ويحلب نياقهم ويقوم بخدمتهم.
وقد كانت سفن اليمن تسطو على سواحل الحبشة، تتخطف نساءهم وأبناءهم، وتبيعهم عبيدا في أنحاء جزيرة العرب وغيرها.
ودلنا على ذلك قدم عهد العبيد والإماء الأحباش في بلاد العرب، يتخذون من الرجال رعاة، ومن الإماء خدما للبيوت.
وكانوا إذا استولدوا أمة أبقوا أولادها على الرق، إلا من ظهرت نجابته وشجاعته منهم، فإنهم كانوا يلحقونه بأنسابهم، كخفاف بن ندبة أبوه «عمير السلمي»، وعنترة بن زبيبة أبوه «شداد العبسي»، وغيرهما ممن اشتهروا بالفروسية في القرن الأول قبل الهجرة.
1
نامعلوم صفحہ