اشتقاق اسماء الله

ابن اسحاق زجاجی d. 337 AH
205

اشتقاق اسماء الله

اشتقاق أسماء الله

تحقیق کنندہ

د. عبد الحسين المبارك

ناشر

مؤسسة الرسالة

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٠٦هـ - ١٩٨٦م

اصناف

الغيل والآخرى السعد. وقال الأصمعي: لا يقال غيل لأن الغيل الغيضة، والغيل الماء الجاري، وقال: كان ماء يجري في أصل أبي قبيس يغسل عليه القصارون، وروايته الغيل بالفتح على هذا التأويل الذي ذكرته، ومن روى «بين الغيل» بالكسر فقال: الغيل هاهنا مكان، والسند: سند الجبل. والوجه الآخر: أن يكون المؤمن من الإيمان وهو التصديق فيكون ذلك على ضربين: أحدهما: أن يقال: «الله المؤمن» أي مصدق عباده المؤمنين أي يصدقهم على إيمانهم فيكون تصديقه إياهم قبول صدقهم وإيمانهم وإثابتهم عليه. والآخر: أن يكون الله المؤمن أي: مصدق ما وعده عباده كما يقال: «صدق فلان في قوله وصدق» إذا كرر وبالغ، يكون بمنزلة ضرب وضرب، فالله ﷿ مصدق ما وعد به عباده ومحققه. فهذه ثلاثة أوجه في المؤمن سائغ إضافتها إلى الله. ولا يصرف فعل هذه الصفة من صفاته ﷿ فلا يقال: «آمن الله» كما يقال: «تقدس الله، وتبارك الله»، ولا يقال: «الله يؤمن» كما يقال: «الله يحلم ويغفر» ولم يستعمل ذلك. كما قيل: «تبارك الله» ولم يقل: «هو متبارك» وإنما تستعمل صفاته على ما استعملتها الأمة واطلقتها، فالإيمان: التصديق، يقال: «آمنت بكذا وكذا» أي: صدقت به. كما قال: ﴿الذين يؤمنون بالغيب﴾ أي يصدقون بما غاب عنهم مما أخبرهم به النبي ﷺ عن الله ﷿. كما قال حكاية عن أولاد يعقوب ليعقوب: ﴿وما أنت بمؤمن لنا﴾ أي: ما أنت بمصدق لنا ولو كنا صادقين. ويقال: «ما أومن بشيء مما يقول فلان» أي: ما أصدق به، وإيمان العبد بالله ﷿: تصديقه به قولًا، وعقدًا، وعملًا. وقد سمى الله ﷿ الصلاة إيمانًا في

1 / 223