اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیز سجستانی d. 330 AH
64

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

اصناف

الإثم العذاب ، وقال في قوله في الخمر والميسر : [ قل فيهما إثم كبير ] (¬1) قال : عذاب ، وروي عن النبي عليه السلام أنه قال : ( البر ما سكنت واطمأنت إليه النفوس ، والإثم ما حاك في صدرك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) (¬2) ، وأما الوزر فهو أن يحمل غيره على الذنب ، فيكون قد تقلد ذنبين : ذنب نفسه ، وذنب غيره ، قال الله تعالى : [ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم] (¬3) لما أضل غيره ، سماه وزرا ، وأصله من المؤازرة ، وهي المشاركة والمعاضدة ، ومن أجل ذلك سمي وزير الملك وزيرا لأنه مأخوذ من المشاركة ، كأنه يشرك الملك في سلطانه ، قال الله : [واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري ] (¬4) سماه وزيرا لما كان شريكا له ، ومعاضدا / فسمي الوزر وزرا لأن صاحبه أشترك مع من39أ حمله على الوزر ، وعاضده عليه 0 القيامة : القيامة مأخوذ من قام يقوم ، المصدر منه قياما ، ومثله : صام يصوم صياما ، والاسم منه الصوم ، والقيامة فعل يكون من الخلائق دفعة واحدة ، ولذلك أدخل فيه الهاء ، فقيل يوم القيامة ، ولم يقل يوم القيام ، ويقال له يوم الحشر ، والحشر الجمع ، كأن الخلائق يجمع بينهم في ذلك اليوم ، قال الله تعالى : [احشروا الذين ظلموا وأزواجهم] (¬1) الآية ، ويقال له : يوم الجمع ، من ذلك ، ويقال له : يوم التغابن ؛ لأن المغبون من انكشفت سرائره في ذلك اليوم ، فيظهر ما اكتسب في الدنيا من عبادته غير الله ، وقدر أنه قد اهتدى ، وأنه ينجو ، فيكون أمره كما قال الله : [وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا] (¬2) فهذا هو المغبون ، مثل المغبون في الدنيا ، الذي يشتري سلعة أو يبيعها ، فيقدر أنه قد ربح ، فإذا انكشف أمره ظهر خسرانه ، فيقال له مغبون ، فسمي يوم التغابن لذلك ، ويقال له أيضا يوم الدين ، قال أهل التفسير معناه يوم الحساب ، لأن كل أحد يحاسب / فيجازى بعمله ، ومن أجل ذلك يقال : كما تدين تدان ، ويقال له 39ب يوم البعث ، والبعث الإثارة ؛ لأن الله تعالى يثير أهل القبور من قبورهم ، قال الله تعالى : [من بعثنا من مرقدنا] (¬3) أي من آثارنا ، ويقال له يوم النشور ، وذلك أن أعمال العباد تظهر في الصحف ، فيعطى كل أحد كتابه منشورا ، قال الله تعالى : [وإذا الصحف نشرت] (¬4) فسمي يوم النشور لنشور الصحف ، ويكون أيضا من نشور الموتى ، يقال : نشر الله الميت ، وقال الأعشى : " من السريع "

صفحہ 104