مهلا بني فإن المرء يبعثه هم إذا خالط الحيزوم والضلعا يعني إذا كان في صدره هم ، أثاره ذلك الهم للأمر الذي يهتم فيه ، فقيل لله تعالى : باعث ، كأنه يبعث الخلائق بعد الموت ، أي يثيرهم من القبور ، وينهضهم من مضاجعهم ، قال الله تعالى : [ قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ] (¬1) ولذلك قيل ليوم القيامة : يوم البعث 0 ويكون أيضا الباعث مأخوذ من بعث الأنبياء والرسل إلى الناس، أي أثارهم من بينهم بالرسالة ، وأنهضهم كأنهم كانوا ساكنين بين الناس ، فلما أوحى إليهم ثاروا من بينهم ، فكأن الله أثارهم ، قال الله تعالى : [ فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ] (¬2) أي أثارهم من بين القبائل والشعوب ، بعد أن لم يعرفوا قبل ذلك بشيء منه ، والمعنيان صحيحان جائزان في صفات الله عز وجل 0 الوارث : ومن صفاته الوارث ، قال الله تعالى : / [وكنا نحن الوارثين] (¬1) 24 ب والوارث مشتق من الإرث ، وإرث كل شيء أصله وبقيته ، ومنه الحديث عن النبي عليه السلام ( اثبتوا على مشاعركم فإنكم على إرث أبيكم إبراهيم ) (¬2) ، يعني على أصله ، وبقية شرف منه ، قال الهذلي (¬3) : " من المتقارب "
صفحہ 70