ومنها: أن المجوس علقوا المدح والذم والأمر والنهي بما لا يعقل، وهو الطبع، والمخالفون علقوا ذلك بمالا يعقل، وهو الكسب.
ومنها: أن المجوس يعلقون المدح والذم بمالا اختيار في فعله ولا تركه، يحكى أنهم يرمون بالبقرة من شاهق، ويقولون: انزلي لا تنزلي، فإذا وقعت على الأرض، قالوا: غصب وأكلوا لحمها، وكذلك مذهب الخصوم في المؤمن والكافر.
وأما الآثار الدالة على ذلك؛ فلأنه قد روي (أنه قال : ((صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي لعنهم الله على لسان سبعين نبيا، وهم القدرية والمرجئة، قيل: يا رسول الله: من القدرية؟ قال: الذين يعملون المعاصي، ويقولون: هي من الله تعالى، قيل: ومن المرجئة؟ قال: الذين يقولون: الإيمان قول بلا عمل)) .).
وروى القرشي في منهاجه قال: روي في الفائق أنه قال: ((لعنت القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبيا، قيل: ومن القدرية يا رسول الله؟ قال: قوم يزعمون أن الله تعالى قدر المعاصي عليهم وعذبهم عليها، قيل: ومن المرجئة؟ قال: قوم يقولون: الإيمان قول بلا عمل)) .
وفيه أيضا: وروى أبو الحسن عن محمد بن علي المكي بإسناده أن رجلا قدم على النبي من فارس فقال له النبي: ((أخبرني بأعجب ما رأيت؟ قال: رأيت قوما ينكحون أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم، فإذا قيل لهم: لم تفعلون؟ قالوا: قضاه الله وقدره، فقال -عليه السلام-: أما إنه سيكون في هذه الأمة قوم يقولون بمثل مقالتهم أولئك مجوس أمتي)) .
وروي فيه عن جابر بن عبد الله قال: ((يكون في آخر الزمان قوم يعملون المعاصي ويقولون: قدرها الله تعالى، الراد عليهم كالشاهر سيفه في سبيل الله)) .
صفحہ 65