موالاة المؤمن وإن عصى وظلم ضد ذلك اسم الإيمان ووصفه به وتناوله النهي بعمومه وله خصوص السبب الدال على إرادته مع أن في الآية الكريمة ما يشعر أن فعل حاطب نوع من موالاة وأنه أبلغ بالمودة فإن فاعل ذلك قد ضل سواء السبيل لكن قوله (( صدقكم خلوا سبيله )) ظاهر في أنه لا يكفر بذلك إذا كان مؤمنا بالله ورسوله غير شاك ولامرتاب وإنما فعل ذلك لغرض دنيوي ولو كفر لما قيل خلوا سبيله لا يقال قوله - صلى الله عليه وسلم - لعمر (وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )) هو المانع من تكفيره لإنا نقول لو كفر لما بقي من حسناته ما يمنعه من لحاق الكفر وأحكامه فإن الكفر يهدم ما قبله لقوله تعالى { ومن يكفر بالأيمان فقد حبط عمله } "لمائدة: من الآية5" وقوله تعالى { ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون } "لأنعام: من الآية88" والكفر محبط للحسنات والإيمان بالإجماع فلا يظن هذا .
صفحہ 15