وقال عنه تلميذه ابن فضل الله العمرى (1) : " قلت هذا رجل اجتمع لى وترده إلى غير مرة وحادثته الحديث كرة على كرة ، وهو ذكره من الحديث المتع والكلام المطمع : وقرأت عليه . ولقد كنت التقط من آثناء كلامه ثمرات الحكم . وأستدل عليه بمجاراته على سعة اطلاع ووفور مدد ، ورأيت له قس هذا ما لم أره لأحد ، وكان يسعجهل الأطباء ويتبعد معالتهم . ويستبعد كريه وصناتهم . ويقول : * آنا أعالج المرضى بما لم يستكره لهذه الأدوية الكريهة التى يصفها الأطباء . وأعطى التدر اليسير ما يستطاب فيقوم مقام الكثير مما يعطونه مما لا يستطاب ، ويكون ما أعطيته من نوع الفذاء وهو يقوم مقام الدواء* " وحكى لى القاضى ضياء الدين يوسف بن الخطيب أنه احتاج إلى استفراغ فعرض ما به على الأطباء واستوصفهم فقالرا : هلا يحتاج إلى خمسة آيام تتقدم قبل استعماله دواء. وشرعوا فى وصف دواء يشتمل على عتاقير كثيرة كريهة ، فلم آجد لى لاهلية على ما قالوه ، فقلت لابن الاكفانى فقال : يحصل القصد، ثم آتانى ببرتية فيها شراب حماض وقال : كلسا أردت قيام مجلس العق من هذا الشراب لعقة ، قال : ولعقت منه تسع لعقات فقمت تسعة مجالس ، وزال ما كنت أشكره ، ثم كنت فى كل حين آلعق من ذلك الشراب وكلما لعقت لعقة قمت مجلسأ لا يغالف (2) عده اللعقات . ولم يخرم ى هذا * وحكى لى الصدر مجد الدين السلامى تحر ذلك ، ومع هذا كله : وما لا يجحد من فضله لا يقول أطباء مصر إلا أنه طرقى لا طبيب . وأى حسن ماله من يعيب كضرائر الحسناء قلن لوجهها. سدا وتغضأ إنه للميم * وقد آثيت الدكتور أحمد بك عيسى فى بداية الحديث عن ابن الأكفانى قوله بعكيم تكلم فى الجوهر والعرض ، وعرف أسباب الصحة والمرض ، وسرهن على الطب
(1) مسالك الأبصار: ص 433 ، جه ، تسم 3 ، وكد عاش العرى بعده حوالى 32 عاما وتوفى سنة 1384م
(2) المعنس : ان عدد المجالس يمتفق مع عده اللعقات ، 38
صفحہ 38