ويينما كانت كل طبقات الشعب تعانى من هله الفوضى المتتشرة فى البلاد ، تسامع الناس ، ومن يينهم ابن الاكفانى ، أن المغول انتهزوا هذه الفرصة ، وزحفوا على الشام 667-1298م)، وأنهم هزموا أمراء المماليك الشاميين ، ودخلوا دمشق حيث عاثوا فى البلاد فسادا . وقتلوا الكثيرين ، ونهبوا ، وإزاء هذا الخطسر الداهم من الخارج ، وعملأ على إيتاف الفوضى ، لم ير كبار أمراء المماليك بدأ من إعادة السلطان محمد الناصو إلى العرش للمرة الثانية على الرغم من أنه كان ما يزال مراهقأ فى الرابعة عشرة من عمره (694ه- 1298م) ، وقد استقبل الشعب هذا الاجراء بالابتهاج واقامة الزينات فى طريق عودة هذا السلطان الصغير إلى قلعة صلاح الدين لأن الشعب كان يحب بيت السلطان قلاون .
وخرج الجيش من مصر وعلى رأسه كبار أمراء المساليك ومعهم السلطان محد الناصر إلى الشام 6981ه- 1299م) وانتصر المسلمون نصرأ عزيزأ بالقرب من دمشق (702د - 1302م) فعم الفرح والابتهاج فى مصر والشام ، اعتقد الشهب أن هذا النصر كان ببركة رياسة السلطان الصغير الذى كان فى الشامتة عشرة من عمره (1) ، وعم البشر والسرور بلاد مصر والشام .
وخشى كبار أمراء المساليك عاقبة تعلق الشعب بهذا السلطان الشاب فضيقوا عليه الخناق ، ومنعوه من الاتصال بالجماهير وأصبح العوية في أيديهم لا حول له ولا قوة ، ولا يملك لنفسه ضرأ ولا تقعا حتى إنه كان لا يستطيع أن يطلب من الطعام ما تشتهيه ننسه ، فضاق ذرعا بهذا الحال ، ودبر الحيلة حتى استطاع أن يخرج من مصر ، واحتى يقلعة * الكرك وتنازل عن الملك ، وحاول الأمراء إغراءه بالعودة قلم يفلعوا ، ولذلك اتفقوا على تولية أحدهم هو السلطان بييرس الچاشتكير (2) (708ه- 1308م) ولكن الأمور لم تستقر له، وشاء القدر أن يجي فيضان النيل منخفضأ ، فتلفت الزراعة ، وقلت المحاصيل ، وتفق الكثير من الماشية والدواب ، وارتفعت الأسعار، فشار التاس فى القاهرة، وأخذرا يهتفون ضد السلطان بيبرس وأعوانه ، ويطالبون بعودة السلطان الناصر محمد ، كما أن أمراء المماليك بالشام لم يرضوا عن تولية
(1) السلوك للمقريزى ، *1 ص 28.
(2) مطلق عليه أيضأ بيبرس الثانى
صفحہ 18