فتصدى لهم السلطان الظاهر بييرس . وأنزل بهم الهزاتم المتوالية وبخاصة فى موقعة ابلستين سنة 975- 1276م.
وقى العصر الذى عاش فيه " ابن الأكفانى * ورث السلطان المنصور قلاون(1) أعباء الجهاد لمكاتحة هذه الأخطار الشى كاتت تهدد بغزو مصر والشام من الشرق ومن الغرب وقد لجح تجاحا كبيرأ في هذا الجهاد حتى وصفه معاصره المؤرغ أبو الفدا ، عماد الدين اسماعيل بقوله : " كان السلطان الملك المنصور ملكا مهيبأ حليما تليل سفك الدماء، كثير العفو ، شجاعا . فتح الفتوحات الجليلة مثل المرقب وطرابلس التى لم يجسر أحد من الملوك قبله مثل صلاح الدين وغيره على التعرض لهما لحصانتها ، وكسر جيش التتر على حمص(2) وكانوا قى جمع عظيم لم يطرق الشام قبله مثله (3)...ه وكان الفرتج قد استولوا على طرابلس فى سنة 3 .ه ه فيتيت بأيديهم الى أواتل سنة 188ه فيكون مدة لبثها مع الفرنج نهو مائة وخمس وثمانين سنة * (14 .
ورأى السلطان المتصور قلاون ، أنه بعد هذه الانتصارات لم يصيح للفرتج فى الشام سوى شريط ضيق على ساحل البحر المتوسط كاتت آهم مدته هى بيروت وعكا وصور وصيدا وعثليث ، ولذلك قرر السلطان أن مهادن الصليبيين عسى أن يجنهوا إلى السلام ، ولا يعتدوا على جيرانهم المسلمين ولذلك عقد معهم سنة 689ه-1290م هدنة لمدة عشر سنوات ، واعتقد الناس فى مصر والشام آن ذلك سيؤدى إلى آن يعيشوا فى سلام وأمان ، ولكن حدث آن وصلت فجأة فى هذا العام نفسه بضعة آلاف من متعصبى الصليبيين ، ونزلوا فى عكا، وأخلرا يعتدون على جيرانهم من المسلمين وصاروا يتهبون كل ما تصل اليه أيديهم ، ويقتلون الأبرياء ، وحدث أيضا أن ترفى فباة السلطان "المنصور قلاون * فى نفس العام سنة 689ه -1290م.
وورث " السلطان الأشرف خليل " الصراع مع الصليبيين الذين خرقوا الهدنة كما ورث الصراع ضد كبار أمراء المساليك بعد وفاة " السلطان المنصور قلاون * فهاجم
(1) سنة 628-1279/646-1290م
(2) ن680ه 1281م.
(3) كتاب المتتصر فى آخبار البشر ، جع من 23- 24.
صفحہ 16